الأحد، ديسمبر ٣١، ٢٠٠٦

صدام حسين .....كبش العيد لأمريكا


بينما انا أجلس على الكمبيوتر كعادتى أذ بأبى ينادينى لأتابع خبر عاجل على قناة الجزيرة ....ذهبت لأرى ما هو لأفاجئ أن الخبر هو قرب أعدام الرئيس العراقى السابق صدام حسين أنتظرنا قليلا لنجد الأخبار تتواتر لتعلن القيادة العراقية أن صدام حسين سيعدم قبل صلاة عيد الأضحى المبارك .....لا أعلم لما سرت فى جسدى تلك القشعريرة أيعقل هذا أيعدم فى يوم عيد الأضحى ما هذه القسوة .....تابعت الأخبار عن كسب لأجد أن الأمر جاد وأكد التنفيذ فى نفس الموعد أختلط لدى وقع الخبر المؤلم بأغنية محمد منير "تكبيرة العيد" والتى أدخرتها منذ أيام ولم أسمعها الا فى ليلة العيد ها أنا سأخلد الى النوم لأستعد لصلاة العيد والتى تسبقها التكبيرات المملؤة بالخشوع بينما صدام يستعد للذبح على الطريقة العراقية فى آخر يوم عيد فى حياته المفعمة بالأحداث ....أستيقظت من النوم وأنا أعلم أن أبى قد تسمر أمام الجزيرة دون أن ينام
"أعدموه الحيوانات " هكذا قال أبى أنها صلاة العيد الأولى وأتمنى أن تكون الأخيرة التى لم أكن مستعد نفسيا لها
ومع ذلك ذهبت الى المسجد وأديت الصلاة والشجن يملئنى .....
بدأت الصور تأتى ليظهر هذا الشخص المسن وهوالحبل يلف حول رقبته وكيف أن أخر كلماته كانت " يعيش العراق, فلسطين عربية"
أكثر ما آثار حنقى وانا أتابع الحدث هو بث شريط يسجل اللحظات الأخيرة فى غرفة الاعدام يوضح وجود مجموعة من أتباع مقتدى الصدر داخل غرفة الأعدام تنادى بأعلى صوت وفى شماتة مقززة فى شخص سيقابل ربه بعد دقائق "الى جهنم ....يعيش مقتدى الصدر" ليأتى صوت صدام وهو يضحك "هاى الرجولة"
هكذا مر على العيد ذبحنا الخراف وذبحوا هم صدام ......أنا لا أدافع عن صدام انا أعلم أنه كان ديكتاتور شمولى وسجله حافل بالتهم المتعلقة بجرائم فى حق شعبه ولكن كانت العراق على الأقل تحت حكمه دولة مستقرة قوية عربية مائة بالمائة كانت العراق وقتها الرادع الأول لأسرائيل والحاجز المتين للتيار الشيعى السياسى والذى يغمر العراق والخليج الأن كتسونامى فكرى مذهبى
سيقول البعض انه أذاق شعبه الويلات هل الشعب العراقى شعب سهل القيادة على حاله هذا من مذهبية وعرقية يقول البعض أنه قمع الثورات التى حدثت فى الجنوب والشمال بوحشية هل المقابل أن يترك بلده تنقسم الى دويلات كما نراها الأن من دولة كردية كاملة المؤسسات ولا ينقصها الا أعلان الأستقلال وترفض أن يتحدث سكانها العربية لغة العراق والقرأن
سيقولون أنه غزا الكويت وسفك دماء شعبها بلا سبب والراجع الى الأسباب سيجد حزمة منها فى كتاب "محمد حسنين هيكل" حرب الخليج "أوهام القوة والنصر" والتى دفعته الى هذا الفعل الخاطئ فى تقديرى وتقدير الكاتب
قانونيا ما حدث هو أشبه بعصابة سطت على بنك بمساعدة مجموعة من الموظفيين السابقين المفصوليين لأى سبب كان, نجحت العصابة بواسطة العملاء وكان جزاء العملاء أن تم تعينهم فى مكان رئيس البنك الذى قام العملاء بمساعدة العصابة بقتله وطبعا لا يهم العصابة الا أموال البنك
وليحترق البنك وباقى موظفى البنك
وكما توقعت جاء أول رد فعل على خبر الأعدام مهنئا من أسرائيل وأيران كمن يخرج لسانه الى كل العرب وأنصار المقاومة والممانعة فى العالم ,بينما ساد الصمت العالم العربى الذى فى أقصى ما قال أن أسوأ ما حدث هوأن توقيت الحكم غير مناسب ......
صعد صدام الى ربه ولديه يحاسب ليبقى فى نظر البعض سفاحا والبعض الأخر شهيدا ولكنه يبقى من القلائل فى هذا العالم الذين قالوا" لا" للأمبريالية الأمريكية الصهيو نية

الجمعة، ديسمبر ١٥، ٢٠٠٦

دعوة الى كل مدونى السبنسة لكسر أحتكار مدونى الدرجة الأولى.......


أول مرة تعرفت فيها على التدوين كانت عندما تم عرض حلقة" المدونين المصريين" على قناة الجزيرة القطرية كنت أسمع عن كلمة التدوين ولكنى لم أكن أدرك طبيعتها ومضمونها وأنا أتابع الحلقة أمسكت بورقة وقلم وأخذت أكتب أسماء المدونات التى تم أستضافة أصحابها فى الحلقة بهرت ايضا عندما ذكر الأستاذ" محمد حسنين هيكل" أسم مدونة بهية وكيف أنه يتابعها بشغف حتى أنه ينتظر مقالها أكثر من أنتظاره لمقال أى كاتب كبير .....بعد أنتهاء الحلقة قلت "ما بدهاش بقى ده الأستاذ نفسه بيتابع المدونات لازم الواحد يشوف أيه الحكاية" ....
لجأت الى أقرب نت كافيه كتبت العناوين التى عرفتها من الحلقة لأجد عالم باهر من الصراحة التى لم أعتادها أنا القارئ الجيد لصحف المعارضة ,صور ,كليبات ,نقد لاذع حتى النخاع والكثير والكثير مما أطوق للتعبير عنه...... مع أنتهاء التصفح وجدت نفسى أحلف بسماها وبتربها أنى حبقى واحد من المدونين خصوصا وأنا أصلا بحب الكتابة لله فى لله ومين عارف يمكن يعملوا حلقة تانية فى الجزيرة ويتكلم الأستاذ عنى ربنا يديله طولة العمر
كانت مشكلتى وقتها أزاى أعمل مدونة هل الواحد بيدفع فلوس عشان يأجر المدونة قعدت فى حيرة الى أن هدانى ربنا لأتنين من صحابى اللى أقدر أقول عليهم" ديدان" كمبيوتر ونت عرفنى واحد فيهم أزاى أنشئ مدونة على بلوجر دوت كوم ....مكدبتش خبر جمعت كل كتابتى التايهة اللى كتبتها أيام صعلكة الجامعة وقلت أهى خميرة بسيطة الواحد يبدأ بيها
سميت البلوجر" الغريب" وأخذت أزور كل المدونات الأخرى بشكل هستيرى على مبدأ "يناس ياعسل الغريب وصل" قعدت على دى الحال شهر والغريب أن محدش عبرنى برد واحد يفتح النفس دخلت فى مرحلة أكتئاب خصوصا أنى لاقيت بلوجرز أصحابها مابيتكلموش عن حاجة تقريبا وتلاقيى التعليقات الله ينور مثلا زى واحدة كاتبة أن هى صحيت من النوم ومالقيتش حاجة تكتبها ده بالذمة بوست يستحق خمسين تعليق حاجة تغيظ ......
وصلت لمرحلة أنى نويت أن ألغى المدونة اللى مزراش ولا واحد غير صحابى اللى بتحايل عليهم أنهم يزوروا المدونة وطبعا أنسى أن واحد من صحاب المدونات المشهورة يسأل فيك طبعا اللى على على ياعم وحتروح فين ياسبنسة وسط الدرجة الأولى المكيف....
قررت أنى حاواصل التدوين كنوع من" التناحة" المعروف بيها الى أن وصلت الى الحل السحرى عارفين أيه هوا
أياك تزور مدونة من مدونات الدرجة الأولى المكيف وعليك بالمدونات السبنسة اللى من فئتى وبدأت أبحث عن المدونات الجديدة أزورها وأتابع أصدارتها ولاقيت بالفعل أن الدم بيحن وبدأت البلية تلعب وظهرت التعليقات والمكنة طلعت قماش أخيرا
لذا فأنا أدعوا كل مدونى السبنسة من أمثالى لأن نصنع مايشبه التكتل الشبكى عن طريق وصلات ثابتة فى مدونة كل واحد فينا تكون بمثابة
البداية لتضامن مدونى السبنسة من أمثالى عشان يضمن كل واحد فى المدونين الجداد أنه مش حيمر باللى أنا مريت بيه
عشان كده أنا بدعوا كل واحد عايز يشترك فى التكتل ده اللى تحت أسم" مدونى السبنسة" أنه يبعتلى عنوان مدونته على ألأيميل بتاع المدونة أو من خلال التعليق على البوست
وأنا حجمعهم بأذن الله وأنشرهم فى بوست تانى و اللى عايز ياخدهم يبقى ياخدهم وينشرهم عنده فى المدونة الخاصة به تحت نفس العنوان

والله ولى التوفيق
الغريب

الجمعة، ديسمبر ٠٨، ٢٠٠٦

فى وجه الشاشة ..............."قصة قصيرة عن حدث حقيقى"




السينما مكتظة كالعادة فاليوم هو العرض الأول لفيلم نجم الكوميديا الصاعد، أصرت على الحضور بالرغم من أننا لا نملك سيارة وسنضطر أن نقطع الطريق إلى السينما بالمترو ثم سيرا على الأقدام وسط زحام وسط القاهرة الخانق.
بدأ العرض.. وجدتها ممتعضة.. سألتها لم?. أجابت إنها لا ترتاح لجلوسها على هذا المقعد المبتعد عن الشاشة!! كيف ذلك؟! وقد دفعت إلى فتاة الشباك زوجين من الجنيهات خصيصا لتحجز لي تلك المقاعد الإستراتيجية الموقع.
أخذت أحاول إقناعها وأوضح لها أن السينما تختلف عن المسرح الذي اعتادت الذهاب إليه، فكلما ابتعدنا عن الشاشة كانت المشاهدة أيسر للعين. لم تعبأ بكلامي... تسللت دون أشعر إلى المقاعد الأمامية، أخذت أبحث عنها حتى وجدتها في الصف الأول في الكرسي الأوسط تحمل طفلا صغيرا على رجلها الواهنة وتملأ المكان ضحكا هي وهو.
انتهى الفيلم... خرجنا إلى برد الشارع الدخيل وإذ بها تهاجم الفيلم كمحارب يساري ثائر:
- فيلم دمه ثقيل... نكد... مافيهوش ضحك... خسارة فلوس التذاكر.
تعجبت:
- ألم تكوني غارقة في الضحك انت والعيل اللي كنت شايلاه؟.
ردت في غضب:
- ما حصلش والله!! هو ده ضحك؟! على العموم فيلم هنيدي هيكون أحلى إن شاء الله.
قبضت على معصمها الصغير حتى لا تتوه مني في الزحام. كانت تسابق خطواتها السلحفائية بعضها البعض حتى تلحق بي رغم أني كنت أسير بطء من أجلها. وصلنا أخيرا إلى محطة مترو السادات. جلسنا أنا وهي في انتظار القطار. شعرت بقرصة ضعيفة في فخذي الأيمن، التفت لأجدها تشير إلى فتاة واقفة أمامنا تحتضن كشاكيلها بشكل مراهق مألوف.
سألتها:
- مالها يا حاجة؟
ردت في براءة:
- شايف البنت دي حلوة قد إيه؟ يا سلام لو تكون من نصيبك واحدة حلوة زيها!.
ملأت ضحكتي المكان:
- تيجي أقوم أكلمها وأقولها؟ انت عارفاني مجنون واعملها!.
أجابت وهي تمص شفتيها:
- الحق عليّ اللي عايزة أفرح بيك بس باين عليك فقري زي خيلانك.
لا أعلم لم تذكرت ذلك وأنا أحمل جسدها الممتلئ البارد أناوأخي في هذا المكان المظلم الأشبه بالكهف... لم أتخيل يوما أنني سأقوم بهذا فقد جئت على عجل من أقصى الصعيد بمكالمة أخي المشئومة القدرية... طلب منى خالي الأكبر أن آتي معهم فأنا شرعا محرم لها. تشبعت ملابسي برائحة "الافندر" والتي كانت آخر ما لامس جسدها بعد الماء.
وضعناها في أحد الغرف الضيقة الفارغة لترقد بها وحيدة. قرأت الفاتحة والتشهد وبدأ أخي وخالي في حل الأربطة التي كانت أشبه بالأغلال الحديدة في انعقادها بالرغم من أنها من القماش. خرجنا من المقابر الواقعة في أطراف القاهرة الكبرى. الشيخ يدعو ويقرأ منتظرا الحسنة المعهودة من المعزين. تركنا المكان ما عدا أمي التي لم ينجح أبي في أن يجعلها تغادر المكان خصوصا وهي تبكي بهذه الحرقة فبقي معها هناك لبعض الوقت.
وصلت إلى المنزل أنا وأخي لأرى حولي كل متعلقات الفقيدة.. تلفزيونها الأبيض والأسود العتيق... مكنة خياطتها "السنجر" العزيزة. توقعت أنها ستخرج الآن من إحدى الغرف لترحب بي كعادتها لكنني كنت واقعيا للدرجة التي أعلم فيها أني لن أراها بعد الآن.
سرت في أركان غرفتها تائها، لم أحتمل أن أرى خالي الأكبر يفتش في دولابها الخاص عن متعلقاتها وقد كان دولابها هذا في مثل خصوصية خزانة البنك المركزي. لم أستطع أن أتحمل.. تركت المنزل... هرعت إلى محطة المترو المجاورة للمنزل.أخذت أتخبط سيرا في زحام وسط القاهرة... لم أعرف ماذا أفعل... لم أشعر إلا وأنا أمام نفس السينما التي كنا نرتادها سويا... ذهبت إلى فتاة الشباك. أخرجت عشرة جنيهات وجنيها كالعادة أشارت لي الفتاة بأن تظلل لي الكرسي الخلفي كعرف دارج، فوجدتني أشير بسبابتي إلى الصف الأول.. الكرسي الأوسط.. الواقع في وجه الشاشة

أفتقدتك جدتى

توفيت يوم الخميس 16-11-2006

نسألكم الفاتحة..

مجتمع المدونين المصريين