الأربعاء، أبريل ١١، ٢٠٠٧

عندما تم ذبح عادل عبد العال ....أهذه هى الحيادية الأعلامية يامحمود سعد


فى أحدى حلقات برنامج البيت بيتك تم أستضافة د.عادل عبد العال أحد أعلام القنوات الفضائية والذى ملأت برامجه عن العلاج بالأعشاب السمع والبصر فأنطلق على أثره هو وغيره الكثيرين الذين يتبعون الوصفات العشبية التى تخلو من أى أساس طبى
تابعت الحلقة عن كثب وأذ بى أفاجأ أن الحلقة ليست لمناقشة ما يطرحه عادل عبد العال بموضوعية كما تعودت من المخضرم محمود سعد ولكن سنت السكانين وشحزت المقصلة لذبح دنئ لعادل عبدالعال بشكل أثار أشمئزازى فأنا بالرغم أنى لا أتفق تماما مع أفكاره العلاجية التى تبعد تماما عن الأسس العلمية الصحيحة لكنى لا أقبل أن ينكل بشخص فى صورة مؤامرة اعلامية قادها محمود سعد وأعضاء برنامج البيت بيتك ..........
بدأت الحلقة بحديث محمودسعد مع ضيفه بصوت عالى كمن يعنف ليس كمن يحاورالمفترض أن ألأعلامى يسأل وينتظر أجاباتولا هذا لم يحدث فمعظم أسئلته كانت من نوع "أنتوا ليه بتبيعوا كل حاجة بأسم الدين"و"ليه مليتوا القنوات الفضائية "
ولكى يكتمل المسلسل التأمرى تلقى البرنامج مجموعة من الأتصالات التى غرضها النهائى تشويه الرجل بشكل منفر فقال أحدهم "جوز بنتى من ضحايا الراجل ده" وطبعا يرد محمود سعد بعنف "أنتوا اللى خليته اللى زيه يضحكوا عليكم أنتوا اللى شجعتوهم "
..طبعا أنا مذهول من حجم الهجوم وبالرغم أن لا أعترف بطب الأعشاب ولا بطب عادل عبد العال ألا أنى تعاطفت معه خصوصا بعد ما

وجدته منه من أدب وحسن الخلق فالرجل لم يقابل الأهانة بالأهانة وأن عاتبت عليه من أنه أكمل الحلقة ولم ينسحب من المناقشة المتحيزة

تابعت الحلقة حتى النهاية لأصل الى قمة الدراما ألا وهى كمين منصوب لعادل عبد العال مع د.خالد منتصر أحد أشد المهاجمين لعادل وطبه أنا مرة أخرى لا أتفق بأى حال من الأحوال مع طب عادل عبد العال ولكنى لا أرضى بحجم الفجاجة والسفاقة التى تحدث بها د.خالد الذى أشار لعادل عبد العال فى الحلقة " هذا الراجل نصاب و مكانه السجن مش القنوات الفضائية"

أهذا مقبول أن يهان الضيوف

أيقبل أن يذبح الضيوف بهذه الطريقة

وداعا حيادية الأعلام .............

الأربعاء، أبريل ٠٤، ٢٠٠٧

عيال خلا.......


وقف" العزب" مشهودا بهذا المبنى الضخم ذى العلامة التجارية المشهورة ,نظر الى عين البليتشو الموضوع على الشعار فى أنبهار ,لطالما رأى أعلانات هذه المحلات فى التلفاز أو فى أعلانات الورق المقوى التى توزع مع الأهرام مجانا بشكل دورى , كانت المرة الأولى له التى يعيد فيها خارج قريته فعمره هو وأصدقاءه لم يتجاوز الثانية عشر ومع هذا كانوا يشعرون أن نزولوهم الى المدينة هو بمثابة أعلان عن نضجهم فها هم تركوا بيوتهم وتحملوا الحشرة الخانقة فى السيارات الكبوت المتجهة الى المدينة .....
لم يشعر "العزب"بنفسه الا وأحد اصدقاه يهزه بشدة , نظر الى أصدقاءه وهو يرفع يده باتجاه المبنى الزجاجى المهيب
-شايفين
-الا شايفين
- مش جلتلكوا ان البندر مفيش أحسن منه
- صح ياعزب هنا الناس عايشة حياتها ولا الخوجات اللى فى الافلام,
-ايه رأيكوا نخش ناكل جّوة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-أنت شكلك تعبان فى دماغك منين حنجيب الفلوسات اللى حناكل بيها ؟!! ده شكله حراج جوى
أخذ الجميع يقلبوا جيوبهم كمن يفر صفحات كتاب , عدياتهم جميعا لم تكن تتجاوز الثلاثين جنيها شاملا تكاليف العودة ,
-حنعمل ايه؟؟!!!
-كل عيد وأنت طيب !!!
-يعنى مش حناكل جوه
-شكلها كده
-عندى حل !!
-ايه هو؟؟؟؟؟؟
-واحد فينا يخش ويجبلنا وجبة واحدة ويطلع وكل احد فينا يخده جتمة وأهو أسمه داجه
-طب فى مشكلة مين فينا اللى حيخش
رد الجميع فى نفس اللحظة "أنا " وما فتأوا أن دب الخلاف بينهم
-أنا اللى جبت الكاسيت يبجا أنا اللى أخش
-لا فالح ياد أنت حتزلنى بالكاسيت السافف بتاعك
وأستمروا فى النقار حتى طرأ الى ذهن العزب فكرة
-خلاص .......عندى فكرة
-جول يا أبوا العريف
-نعمل جرعة واللى يكسب هوا اللى يخش!!!!
أثنى الجميع على الفكرة و كان التسأل كيف ؟؟ وكان "العزب جاهزا بالرد ,أحضر عصا وكسرها الى خمس أجزاء ووضعها فى كيس أسود وطلب من كلا منهم أن يتناول جزاءا والذى يتناول الأصغر هو الرابح......
أنتهت القرعة بفوز العزب والذى لم يصدق أن حلمه كاد أن يتحقق, أخيرا سيخطو ألى أحلامه ,أستجمع قواه ليدخل عبر البوابة الزجاجية للمبنى , أخذ الباقين ينظروا اليه فى حسد بينما بطونهم تئن وتئن أستعدادا لالتهام هذا الرغيف الافرنجى الشهى الطلعة والذى يملأ شاشة التلفاز فى الأعلان لدرجة أنك تكاد أن ترى شريحة اللحم والسلطات تقفز من الشاشة الى فم المشاهدين .....
بينما هو يصعد درجات السلم القليلة أذ بصوت هزيل يصدر من خلف حاجز حديدى أسود عليه شعار وزارة الداخلية
-ياولد .....تعالى هنا!!!!
تحرك العزب بأتجاه الحاجز ليرى وجه عجوز نحيل يكاد يختفى فى زى الشرطة الواسع ينظر اليه فى حزم من خلال شباك الحاجز.....
-أنت رايح على فين؟؟؟؟!!!!!
-داخل جوه ياعم الحج
-تعمل أيه ؟؟
-أشترى أكل
-ممنوع
- أيه هو اللى ممنوع
-ممنوع الدخول
-ليه هوا النهاردة أجازة ؟؟؟
-تمام هو كده .
-أمال الناس اللى جوه دى دخلت كيف ؟؟؟!!!!
-ممتعبنيش ياد جلنا ممنوع ...أيه حكّاية هية!
شعر العجوز ان كلامه الى الصبى كان فيه قسوة
-أنت أسمك أيه ياولدى ؟
-العزب ياحج
-منين ياعزب ؟
- من الرزيجات
- بص ياعزب المكان ده مش بتاعنا ده معمول عشان أهل البلد اللى معاهم
أحس العجوز أن الصبى لم يفهم قصده مما جعله يسأله بطريقة أخرى .....
-أنت معاك فلوس الأكل هنا غالى جوى....
-متخافش ياعم الحج ...خير ربنا كتير
-خسارة ياولدى الجرشينات الأكل هنا غالى بالكدب ومبيشبعش فروجة
-أمال الناس اللى جوة دى كلها داخلين ليه.....
-دى عالم بتتمنظر ياولدى ,أجطع دراعى أنهم بيروحوا ياكلوا فول عشان يشبعوا بعد المجلب اللى خدوه
لم يفلح العسكرى فى أقناع الصبى المتلهف على الدخول
-شكلك ياولدى دماغك ناشفة .....خش بس لو سألك حد أنا مشفتكش ....ماشى
-ماشى
لم يعبأ العزب بكلام الحارس وتنبيه ,دفع الباب الزجاجى فى تلهف .....أحس بتيار من الهواء البارد يندفع ألى أركان جسده الضئيل عبر فتحة الجلباب العليا...تحرك فى بطء لعله يشبع رغبته فى حفظ المكان لعله لا يراه مرة أخرى ....
كان المكان يعج بالضجة فأصوات الموسيقى الاجنبية الصاخبة مختلطة بوقع أقدام عمال المكان والزبائن كانت تصنع ضوضاء مستثاغة لديه ,وكان المكان مدار بواسطة أمرأة سمينة بجيب أزرق وبلوزة حمراء معممة بكاب أزرق مطبوع عليه شعار المكان , كانت تكفى أشارة واحدة لتجد الجميع ينطلق كومضة الضوء الى المكان التى تشير أليه.....
كان الدور الأرضى ممتلئ على آخره بالأسر الغريبة والمتنوعة كأنه فى أحد مقرات الامم المتحدة ,لفت نظره فى الركن الأيمن من الرواق الخلفى للدور الأول وجود أسرة تبدو عليها علامات الثراء الفاحش وكانت تعامل الجميع بأزدراء واضح وعلى رأسهم رئيسة المكان ويخاطبونها بينما يطلقون أنفاس الدخان الفاخر حتى السيدات منهم دون أن يعترض أحد من رواد المكان وعلى بعد خطوات قليلة من تلك العائلة الغريبة فى الجهة اليسرى كانت هناك أسرة أخرى كان أطفالها يحملقون فى جنبات المكان ويبدو عليهم أنهم يرتادوه للمرة الأولى مثل العزب تماما كان الأب ينادى أحد العاملين دون أن يعيره أحد أنتباها!!!!!!!
توجه العزب الى الكونتر حيث يدفع الزبائن الحساب ليحصلوا على بون الوجبة ليستلموها من الديسك بعد ذلك ,رفع العزب رأسه نحو الرجل الجالس أمام الكونتر ....
-ياعم ......ياعم
نظر الرجل ألى مصدر الصوت الغريب اللكنة ليجده صبيا ضئيلا قصيرا ذى جلباب رمادى فضفاضا مغبر بالتراب تماما كوجه صاحبه الأسمر....
خاطبه الرجل فى غلظة...
-أنت يالى دخلت هنا أذاى؟!
رد الصبى فى رعب
-من الباب ياعم ...
-أنت هتسطعبط يالى
سحب الرجل الفتى من قفاه ألى مديرة المكان
-بصى يمدام العينات اللى بتخش المحل
ردت المديرة فى أقتضاب
-الواد ده أزاى دخل هنا ؟! أمال الأمن بيعمل أيه برة
-مش عارف ياريسة
-نادلى الراجل الخرفان اللى قاعد على الباب برة زى قلته
ذهب العامل لينادى العسكرى العجوز الذى لبى ندائها على الفور ,كاد العسكرى أن يسقط وهو يسرع الى المديرة ....
-نعمين ياست هانم ,حدرتك عيزانى؟؟
-أنا مش قلتلك قبل كدة مش عايزة أشوف أى عيل خلا جوه الفرع عندى هنا
-حصل ياست هانم ...
-أمال الواد ده دخل هنا أزاى؟؟؟؟
نظر الشرطى العجوز الى الصبى المرتعد محدثا أياه فى عصبية مفتعلة...
-أنت دخلت هنا أزاى يابن الرفضى
-من الباب ياحج
ردت المديرة كمن أمسك خيطا
-سمعت ياراجل ياعجوز أهو دخل من الباب ياعنىأنت سبته يخش ,هية أيه وكالة من غير بواب ,والله العظيم لكلم المأمور يبعتلنا حد غيرك ,أنا غلطانة أنى خليت عندينا واحد مفوت زيك
-بالهداوة ياست هانم كلامك ده بيجول أنى أنا دخلته جاصد ,طب والله العظيم ماشفته وهوا داخل
وجدت المديرة أن تنهى الحديث بسؤال الصبى
-بص ياد أحنى حنسيبك تمشى ومش حسلمك لشرطة السياحة بتهمة التسول بس بشرط واحد!!!
رد العزب وهو يبكى
-أى حاجة ياست هانم بس بلاش الشرطة
-كدة تعجبنى ...سؤال واحد تجاوبلى عليه ,الرجال العجوز ده سابك تخش والا مشافكش وأنت داخل
تغير لون العجوز والذى بادر الصبى
-أيوة جول الحجيجة ياولدى أنا شفتك جبل كده؟؟؟؟؟
رد العزب بمرارة
-لا يست أنا أتسحبت من غير الراجل ده مايخد باله.
أخرج العزب من المكان بقسوة لم يتوقعها هو ولا حتى حارس الأمن المسن
قابله أصدقاءه بوجهم البريئة
-أيه ياعزب أيه الأخبار صح الأكل جوة شغال زى ما بيجولوا ؟؟
رد العزب فى مرارة
- أنسوا المحل ده المحل ده مش بتاعنا لأننا ببساطة عيال البلد دى "عيال خلا"
- (تمت)

مجتمع المدونين المصريين