السبت، أغسطس ١٢، ٢٠٠٦


الحرب السادسة وأوهام القوة والنصر........
بدأت الحرب العربية الأسرائيلية السادسة -على حد تعبير قناة الجزيرة- وكان الموقع هذه المرة لبنان (مرة أخرى) كنوع من أثبات الوجود وأعادة ألأعتبار للكيان الصهيونى بعد العملية الخاطفة التى نفذها مقاتلى حزب الله والتى جاءت فى ظروف أشبه بالحالكة فى خضم عمليات جيش العدوان الأسرائيلى فى قطاع غزة كرد على عملية مماثلة........
للأسف راهن الجميع الغربى والمعظم العربى على الجواد الصهيونى فترسانته المدججة بالسلاح لن يصمد أمامها حزب الله لبضعة أيام وهو الميليشيا المحلية المتواضعة الأمكانيات والتى لا يملك على أقصى تقديرسوى حرب العصابات والتى خبرتها أسرائيل جيدا خلال فترة أحتلالها الطويلة لجنوب لبنان قبل ألأنسحاب عام 2000......
وجد الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة أن الفرصة قد آنت سانحة للتخلص من أحد أزرع النظام الأيرانى فى معادلته ألأستراتيجية الخارجية ووافقته فى الرأى بعض ألأنظمة العربية مخلخلة الشرعية والتى أصبحت تدور فى فلك الولايات المتحدة حيث المسار التى رسمته لكلا منها ......
فوجئ الجميع وأولهم الولايات المتحدة بهذا الصمود الشرس لحزب الله أمام الجيش الأسرائيلى بل زاد من حجم المأزق تماسك البناء الداخلى اللبنانى الفسيفسائى الطابع والذى راهن الجميع على تهشمه بشكل طردى مع معدل الغارات الأسرائيلية على المدن اللبنانية.....بالأضافة فقد أمطر حزب الله شمال أسرائيل بألاف من صواريخه المتعددة الأسماء والمدى وأجبرت أسرائيل أن تقاتل هذه المرة بتكاليف باهظة فالعمق الداخلى أصبح تحت مرمى المقاومة مما شكل ضغطا وعبئا نفسيا أكبر على الحكومة ألأسرائيلية المدنية القيادة والتى أصبحت لا تجد بدا من الهروب ألى الأمام فأما تحقيق نصرا ولو جزئى يجعلها تفرض شروطها بعد وقف أطلاق النار أو أجتياح برى كامل للجنوب اللبنانى يجعلها تتخلص نهائيا من حزب الله كما فعلت عام 1982 مع المقاومة الفلسطينية ......
تحرك الشارع العربى خصوصا بعد مذبحة قانا الثانية والتى جاء ضحاياها من الأطفال كصاعقة هزت بدن الأمة المتكلس... أنطلقت المظاهرات المكممة بقوى أمن الأنظمة تطالب العالم العربى المتخاذل بالتدخل أوحتى المساندة اللوجستة بدلا من تلك التصريحات السلبية التى صدرت من مجموعة من العواصم العربية الرئيسية بشكل مثير للدهشة ....
الرهان ألأن ليس على مشاريع القرارات التى تطبخ فى مجلس الأمن بواسطة أمريكا وفرنسا ألأستعماريتين وليس على تلك الزيارات المكوكية الدولية والعربية والتى تحفظ ماء وجه أصحابها بأكثر ما تفيد لبنان بل الرهان الأن على التماسك الداخلى اللبنانى كجبهة داخلية تمثل أرضية ثابتة للمقاومة وبمدى ثباتها تكون قد أمنت المقاومة خطوطها الخلفية لتتفرغ لعملها الرئيسى كخط أمامى وحيد فى مواجهة أوهام القوة الأسرائيلية التى -عن دون قصد- شاركنا فى صناعتها .

1 Comments:

At ٧:٥٥ م, Anonymous غير معرف said...

الاخ العزيز الغريب بداية احييكم على هذه الصفحة مع خالص تمنياتي لكم بالتوفيق بالنسبة للموضوع الذي كتبتم فيه عن لبنان انا ارى انه لا خوف على الجبهة الداخلية اللبنانية لان الشعب اللبناني وبلا منازع هو اكثر الشعوب العربية تحضرا وخبرة بمثل هذه المواقف ولكن الخوف يبدو على باقي الشعوب العربية والتي ضرب حكامها برأيها عرض الحائط واسقطوها من حساباتهم واتخذوا قرارهم بناء على اوامر امريكا وفقط على اوامر امريكا واخص بالذكر الشعب المصري والذي يبدو ان مبارك يتعمد استفزازه باتخاذ قرارات يبدو انها اكثر مما يحلم به الصديق الامريكي نفسه

 

إرسال تعليق

<< Home

مجتمع المدونين المصريين