الأحد، أغسطس ١٣، ٢٠٠٦


عن العشق والهوى... أنت تبكي، فأنت تمثل!
عند سماعي لعنوان الفيلم لأول مرة توقعت أنني سأشاهد إحدى الملاحم العاطفية بما يشبه مثلا (حسن ونعيمة) أو (شفيقة ومتولي) وغيرها... تلك التي تعتمد بشكل رئيسي على العواطف المجردة التي تسمو فوق كل اعتبار والتي تجعل الحبيب والحبيبة معطاءين، فالحب بالنسبة لهما هو العطاء والتضحية ولكن عند متابعتك لأحداث الفيلم ستجد أن العشق والهوى له مفهوم مغاير تماما عند المؤلف والسيناريست (تامر حبيب) فمفهوم الحب لديه معقد بشكل كبير فالحب يخضع لكافة الاعتبارات كظروف المجتمع ورأي الآخرين والحب بالنسبة لما تناوله في الفيلم جزء لا يتجزأ من الجنس كغريزة بشرية أصيلة ربما تأثر في رأيه هذا بظروف المجتمع المحيط وما طرأ عليه من متغيرات والتي تجعل الحب كعاطفة مثله مثل غيره من حاجات البشر والتي أصبحت قليلة هذه الأيام وإذا توافرت فهي لن تكون بمثل بريقها السابق والمعتاد.الفيلم تدور أحداثه حول الشاب الغني عمر (أحمد السقا) والذي يحب فتاة فقيرة (منى زكي) وينوي الزواج منها لولا أنه يكتشف عن طريق أخيه (طارق لطفي) أن أختها (غادة عبد الرازق) تعمل عاهرة في أحد البارات ويتركها ليتزوج من إحدى معارف العائلة (بشرى) بينما يتخذ في نفس الوقت من سكرتيرته (منة شلبي) عشيقة له وفي تلك الأثناء تسلم (منى زكي) نفسها "شفقة" لـ (مجدي كامل) المدمن لتحمل منه طفلا سفاحا وتجهض نفسها حتى لا تصلح الخطأ بخطأ وهو الزواج من شاب منحرف السلوك مثله . وفي النهاية يتقابل الحبيبان مرة أخرى ليكتشفا أنهما لم يعودا يصلحان لبعضهما البعض على طريقة "اللي انكسر ما يتصلحش" وينتهي الفيلم بتعرف (منى زكي) على ضيف الفيلم (شريف منير) لتكمل معه حياتها بينما يكمل السقا (عمر) حياته مع عشيقته لتنجب له البنين والبنات وتوتة توتة فرغت الحدوتة .استخدم (تامر حبيب) أسلوب "صعْق" المتفرج والذي في رأيي لا يصلح مع هذه النوعية من الأفلام والتي من المفترض أن ها تندرج تحت طاولة الرومانسية، فلم يكتف بأن يكون سبب رفض عائلته للفتاة هو فقرها بل وضع جدارا اجتماعيا عازلا يستحيل اختراقه وهو أمتهان أختها للبغاء. هذا بالإضافة إلى انخراط (عمر) المتزوج مع (منة شلبي) المتزوجة في علاقة آثمة فهو لم يبدأ بالحب بينهما بل بدأ بالجنس على الفور ثم بدأ الحب بعد ذلك بشكل أربك المشاهد. ثم تلك الفتاة البريئة (منى زكي) نكتشف أنها سملت نفسها "شفقة" لمدمن بشكل غير مبرر فالشفقة قد تكون إحسانا ولكنها لا تصل لدرجة معاشرة الأزواج وأخيرا اكتشاف (عمر) أن أخاه(طارق لطفى) يحب زوجته بشكل لم يتوقعه أحد ولم نعتده في أدبياتنا المصرية والكثير الكثير الذي يهدف منه تامر حبيب إلى أن يرى المشاهد المصري نموذجا مختلفا لقصص الحب الجميلة على طريقة زمن العولمة وحب الموبايلات والإيميل.مستوى الحوار في الفيلم كان في بعض الأحيان أعلى من مستوى الأبطال كحوار(غادة عبد الرازق) مع أختها حين تقول على سبيل المثال "الكونت دي مونت عمر" والتي لا أعلم من أين أتت بها فتاة فقيرة غير متعلمة!بعض المشاهد لم أستطع فهمها كمشهد لقاء (أحمد السقا) و (منى زكي) في نهاية الفيلم.. منى زكي المجروحة سابقا كانت في قمة السعادة وتضحك بشكل ساذج لا يقتضيه الموقف...البكاء المتواصل كان التيمة الرئيسية في الفيلم فجميع أبطاله بكوا تقريبا في معظم مشاهد الفيلم ولا أعلم أهو توجيه مخرج أم أنه اندماج زائد عن الحد مع الشخصيات؟ وهنا أتسائل: هل البكاء هو الرومانسية؟ وهل كل من بكى فهو يمثل؟ أعتقد أن البكاء هو ذروة الحدث العاطفي وليس أوله ولذا فلا يجب أن يستخدم بإسراف كما حدث في الفيلم.تحية إلى الفنان (مجدي كامل) والذي أثبت فعلا أنه يسير بخطوات ثابتة نحو النجومية المستحقة وتحية إلى (هشام نزيه) صاحب الموسيقى التصويرية الجميلة التي - رغم غربية طرازها - ولكنها عبرت عن مشاهد الفيلم وأحاسيسه بشكل متسق وعميق.

4 Comments:

At ٣:٢٢ ص, Blogger Tigress said...

i agree with ur crticisim one hundred per cent. It seems that in consistent trials to portray the society with all + & -, cinema industry in EGypt has become ugly, and too negative that u start to feel inak not in an arab country with a deep rooted culture any more. we confessed,liked and became even proud that we dont have ethics, manners nor religion under the name of MOdern and XXX large.

i would like to add that i liked Boshra as well v much.

 
At ٣:٣٢ م, Anonymous غير معرف said...

المشكلة هي أننا في سباق لصنع أفلام ذات شكل "عالمي"... العولمة هنا تقتضي أن ننتزع الخصوصية الدينية والثقافية من السياق بحيث يصبح "شريط الصورة" صالحا لكل زمان ومكان.
المفاجئ أن "شريط الصوت" بما يعني الحوار والموسيقى بدأت تفتقد هذه الخصوصية كذلك! بحيث تختفي كلمات مثل:"السلام عليكم" أو "تشرب شاي " أو صوت الأذان لتحل "هاي" وأصوات الموسيقى الغربية و "تشرب بيرة؟" هذه الأخيرة استفزتني جدا في فيلم "السلم والثعبان"!

 
At ٣:٣٧ م, Anonymous غير معرف said...

الحقيقه ودون مبالعه تعليق جامدجدا يرقى الى مرتبة كبار النقاد
ولكن مغيرش من رايىى ان الفلم له بطل وبطله وكل منهم يبحث عن الجنس بطريقته


ارنوب المقلوب

 
At ١٢:٢٩ ص, Blogger Amany Y. El-Saeed said...


نقدك عجبني جدا جدا جدا...أنا إتخدعت زيك و افتكرت إني هشوف أحلى أفلام الرومانسية و حتى وإن إعتصرها الألم...فالحب هو الحاجة الوحيدة إللي فيها للحزن لذة...و بعد ما شفت الفيلم...محسيتش بأي نوع من أنواع السعاده أو الضيق...حسيت إني شفت حاجة ملخبطة...واكتشفت ان أغنيه شرين فاضحة الفيلم جدا...لدرجة إني إعتبرت الفيلم فيديو كليب للأغنيه...أنا كمان معرفتش أفسر مشهد لقاء منى ذكي و أحمد السقا في نهاية الفيلم والبرود الشنيع إللي كان في نظراته...من الآخر...أنا كنت فاكره الفيلم قصة حب معقده بين أحمد السقا ومنى ذكى هتدور من خلالها احداث الفيلم...لكن الحقيقه إن مفيش قصة حب أساسية في الفيلم

 

إرسال تعليق

<< Home

مجتمع المدونين المصريين