السبت، أكتوبر ٠٧، ٢٠٠٦

"يهتز" قصة قصيرة


يهتز......
أخذ هاتفى النقال فى الضجيج يتأرجح هنا وهناك بأهتزازته الطنينية المزعجة,أقتربت منه على عجل كعادتى ربما تكون مهاتفة من أبى المسافر دائما أو من أحد أصدقائى القدامى أو ربما تكون فرصة عمل تائهة .....
رفعت نظارتى للسير حتى أستطيع التعرف على الرقم الدقيق الملامح والذى يظهر بالكاد على أستحياء فى شاشة نقالى الرخيص الثمن .....
أحقا أتكون هى ؟؟؟؟ولما لا ؟؟؟فالرقم يبدأ بالكود المحلى لمدينتها الساحلية حيث كانت دراستى الجامعية ,,أفجأة تتذكرنى بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على تخرجنا ؟؟؟شئ غريب .......لا لا أغلب الظن أنها ليست هى فربما رقم خطأ أو ماشابه , فكرت ألا أضغط على زر ألأستجابة وبهذا أسحق طلائع أى هاجس داخلى ولكن شئ ينادينى فى أعماقى لأضغط عليه لا أعلم !!!أهو حنين لها بعد هذى السنوات البائدة ....
لازلت أتذكر وجها فى آخر لقاء لنا وكيف أنى لم أستطع قراءته جيدا بالرغم من ما يعرف عنى من القدرة الألهية فى تفسير الأوجه كمن يقرأ كفا أو يتملى فى فنجان....
دلنى تخمينى الواثق وقتها أنى بعد أن أشهرت لها كافة أسلحتى وعلى رأسها قدرتى على الأرتباط دون اللجوء ألى التمسليات الشبابية المعروفة والتى يلجأ أليها الشباب فى الغالب للهروب من علاقة أصبحت مع مرور الوقت ثقيلة على قلبه بأنها ستلتصق بى كنحلة وجدت زهرة مكتنزة بالرحيق وسط صحراء قاحلة .....حدث العكس تماما ووجدت أنى دون أن أشعر تحولت للنحلة ولكن مع زهرة مغلقة آبت دون سبب أعرفه أن تفتح لى أوراقها وقلبها ....
على ما أذكر كان صوتها فى آخر مكالمة فاترا كماء متراكم فى صنبور صدئ من ملا يين السنين ,بعدها ثأرت لنفسى وكرامتى المزبوحة عبرالأثير بأن ضغطت على زر المسح لأمحو أسمها ضد رغبتى من قائمة الأسماء فى نقالى العزيز....
كل هذا أفكر فيه والنقال لا يهدأ له بال فالرنين مازال كما هو متسارع يأن لى كطفل جائع يبكى ينتظر من يطعمه .....قررت أن أثأر لكرامتى مرة أخرى وأن لا أرد من مبدأ الكبرياء ولكن عدت أقول لنفسى ربما تكون قد رفعت الراية البيضاء لى ولعرضى وأنى لو تراجعت وضغطت على زر الأستجابة سأسمع صوتها متقهقرا تائبا.....
-آلو .....السلام عليكم معتز
-وعليكم السلام ....من تتحدث؟؟؟؟
-أنسيت صوتى معتز أألهذا الحد لست على بالك ؟؟؟؟!!!!!
-من؟؟؟؟سلمى ....أعذرينى مر وقت طويل منذ أن تحدثنا كيف حالك؟؟
-الحمد لله ......وأنت؟؟
- بخير والحمد لله
- أتعلم يامعتز أنى أفتقدتك كثيرا الفترة الماضية.....
- وأنا أيضا ...
- على العموم حتى لا أطيل عليك سأرسل لك رقم هاتفى النقال الجديد فى رسالة قصيرةعلى نقالك....أريد أن أسمع صوتك قريبا
- طبعا.....طبعا....
- لا الله ألا الله ....معتز
- محمد رسول الله ....سلمى

أفقت من حالة السرحان التى تتملكنى على ضربات أخى الغليظة على باب الغرفة المغلقة من الداخل حتى أرد على النقال الضوضائى والذى مازال يهتز بفعل هذا الرقم المتطفل ....أخيرا ضغطت على على زر الرفض وأغلقت النقال تماما ثم فتحت باب الغرفة لكى أطمئن أخى تاركا نقالى العزيز فى ثبات عميق.
(تمت)

7 Comments:

At ٢:٢١ ص, Blogger راندا رأفت said...

اهتز من اعماقي
أرد أو لا أرد
أحبها أم اكرهها
أفتح الباب أو اتركه مفتوحا
كم من التناقضات والترددات تجتاحنا
والأخرون لا يرتاحون إلا عندما يرون ثباتنا الوهمي
@@@@@@@
ابداع راقي أخ غريب
تمناتي بدوام التوفيق

 
At ١٢:٢٧ م, Blogger elgharep said...

أشكرك يارندا على تعليقك

 
At ٩:١٧ م, Blogger nor said...

ممتاز يا غريب...
جميلة النهاية فعلاً....كثيراً فعلاً ما نقوم نحن بخنق آمالنا بأيدينا خوفاً من هواجس ترتع في عقولنا فقط وربما نعجز نحن عن مجرد المحاولة...ربما نوع من الجلد الذاتي الخانق التي لا أعلم هل هو من يلتف ليخنقنا أم نحن من نصنعه ليكبلنا ونرضى دائما بدور الضحية ...ربما لأننا نرى أنفسنا أقل من أن تسعد.

 
At ٩:٤٨ ص, Blogger بيجاسوس المصرى said...

لقد جمعت القصة العديد من جوانب الحياة ةالتى يجب ان نقف عندها و تأمل فى معانيها
فالبرغم من صغرها و لكنها تحمل العديد والعديد من المعانى المهمة
فلك التحية ايها الغريب البارع

 
At ٧:٢١ م, Blogger أحمد سلامــة said...

رد فعل غريب ونهاية اغرب ولا يأتيان طبعا الا من الغريب

 
At ١١:٥١ م, Blogger Amany Y. El-Saeed said...


فكره جديده...و أسلوب مشوق...ونهايه غير متوقعه...و الخلاصه...قصة جميلة...أهنيك عليها

 
At ٣:٠٩ م, Blogger elgharep said...

أشكر الجميع على التعليقات الرقيقة
الغريب

 

إرسال تعليق

<< Home

مجتمع المدونين المصريين