الثلاثاء، يونيو ٠٥، ٢٠٠٧

السينمائيون الجدد ....عندما تتأمرك السينما ويغيب الفنان



عندما أتابع أفلام الراحل " عاطف الطيب " -سواق الأتوبيس- و-الهروب- و-ضد الحكومة- و-الدنيا على جناح يمامة- وأيضا عندما أشاهد أفلام زملاءه "خيرى بشارة"- الطوق والأسورة- و-يوم حلو ويوم مر- وأفلام" دواود عبد السيد" -الكيت كات- أتحسر على مدى ما وصلت أليه السينما المصرية والتى تشهد الأن أزدهارا كاذبا متمثل فى قوافل من الأفلام الضخمة الأنتاج والمفرغة المضمون والأمريكية الشكل والنكهة ...سيل من الأفلام من أمثال السلم والتعبان وسهر الليالى وعن العشق والهوى و ملاكى أسكندرية وغيرها من الأفلام التى حققت نجاحا مبهرا على مستوى الأيرادات ولكنها فالحقيقة تخلو من الحديث عن أى مشكلة حقيقة تواجه المواطن المصرى المسحوق



القاسم المشترك فى هذه الظاهرة السينمائية هى الشكل الأمريكى الواضح مطاعم فاخرة سيارات فارهة ,فيلات , سجائر مستوردة ,خمور أشبه بالمياه المعدنية



أحقا هذه هى مصر المحروسة ؟؟؟أهى مصر التى تحدث عنها "عاطف الطيب" فى سواق الأتوبيس عندما شاهدنا جميعا الورشة "مصر"تباع ولا تجد من ينقذها الا من حاربوا فى أكتوبر بينما الأنفتاحيون يريدون أن يفتكو بها ويبيعوها بلا أى أعتبار



أهى مصر التى صور لنا صعيدها خيرى بشارة فى الطوق والأسورة بحرفية ووعى أوهى مصر التى تحدث" داود عبد السيد" عن أحيائها الشعبية العشوائية وأزمة مهمشيها فى الكيت كات



طبعا مايحدث هو خضوع تام للعولمة وليس بناء على طلب الجمهور فالأمركة هى النموذج المحبب الأن لمخرجيين سينما الشباب السينمائين الجدد والذين يتخذوا من طراز الحياة الأمريكية بها قبلة وبوصلة



لا أعلم هل لظهور هولاء الشبان من مؤلفين ومخرجيين وسط الأحياء الراقية وتعليمهم وسط جنبات الجامعة الأمريكية علاقة بما يصدر عنهم دون وعى من تأثر مستفز بالحياة الأمريكية الرأسمالية القميئة يبدو لى أن هذا هو التفسير الوحيد المنطقى



فغياب الوعى الواضح فى الأفلام يدل أن هؤلاء لا يعيشون فى مصر الجمهورية العربية الأسلامية والتى تمتلأبالقضاياوالمشاكل من ساسها الى رأسها



أين شباب معهد السينما وأين شباب معهد الفنون المسرحية الذين تتلمذوا على يد أجيال الفنانين القدامى من أمثال نور الشريف وسعد أردش وكرم مطاوع وغيرهم



هل هم مغيبين عن عمد لأن طعمهم لا يقبله هؤلاء السينمائين الجدد



هل هى سياسة عامة بأن يغيب الواعى ويلمع المغيب



منذ فترة شاهدت مسرحية- رجل القلعة- فى مسرح البالون ذهلت من مستوى أداء الفنانين وللعجب أن كلهم بأستثناء النجم" توفيق عبد الحميد" لا يظهروا على الشاشة لا الكبيرة ولا الصغيرة تقريبا حتى أنك لا تكاد تعرف أسمأهم وطبعا يطنطن الأعلام بأشباه الممثليين نجوم سينما الشباب والذين لا يجيدون الا نموذج أوحد هو الشاب أبن الحى الراقى



وطبعا لا تستطيع أن تتخيل أى من نجوم السنمائيين الجدد فى نموذج أخر كالفلاح مثلا كعبدلله محمود فى المواطن مصرى أو عامل المصنع كأحمد بدير فى العوامة 70



سؤال أخير هل من الممكن أن تتطور مصر والحياة بها لكى تماثل الحياة فى افلام هؤلاء الفنانين الجدد



ربما



؟؟؟

فى أحد برامج قناة النيل الثقافية سؤل محمد حفظى أحد مؤلفى السينمائيين الجدد هل لو تم دوبلاج فيلم السلم والثعبان الى أى لغة غير المصرية هل سيعلم المشاهد أن الفيلم مصرى وتدور أحداثه فى مصر

سؤال وجيه لم يستطع حفظى الرد عليه

والأجابة الصحيحة أن الفيلم تدور أحداثه فى أحد الولايات الأمريكية ربما كلورادو ربما ألينوى ولكن بالطبع ليست تلك هى مصر التى نعرفها

8 Comments:

At ٤:٥٥ م, Blogger AHMED SAMIR said...

اتفق معاك في ان الافلام اللي انت ذكرتها ربما لا تتحدث عن مصر الاغلبية ولكنها تتحدث عن بعض مصر
اذن المطلوب هو التنوع بمعنى ان يوجد افلام كسواق الاتوبيس وايضا افلام زي السلم والتعبان
كلامك فكرني باللي عمله جمال عبد الناصر لما انصف الفلاحين ودمر الرأسماليين على الرغم نمن انهم جميعا مصريين
نعم الاغلبية المصرية لا يمثلها السلم والتعبان ولكن الفيلم دة على سبيل المثال بيمثل شريحة موجودة فعلا في مصر
يبقى المطلوب افلام من النوع دة وافلام تانية للناس التانية
تحياتي واحتراماتي

 
At ١:٤٣ ص, Blogger ... said...

متهيألى هى مدارس
يعنى المسألة مش مقصودة
مش مقصود انهم يعملوا سينما امريكانى ويبعدوا تماما عن السينما الواقعية
يعنى فى افلام السبعينات مثلا كانت تخلو تماما من اى فيلم هادف الا فيما ندر
وفى الثمانينيات خرجت السينما الواقعية التى تحدثت عنها
وفى التسعينات انتكست السينما تماما لأن الابطال الموجودين على الساحة شاخوا
وفى القرن الجديد بدأت هذه السينما فى الظهور
ولعلها مصادفة ان يكون كل روادها من هذه الطبقة ويعبرون عن طبقتهم أو بمعنى أصح بيقدموا صورة جميلة مبهرة تنسى الناس مشاكلهم
انا مع الراى السابق
ان المطلوب هو وجود بعض الافلام التى تحمل أفكار مصرية اصيلة بجوار هذه الافلام
ولا تنسى ان السينما فى أصلها فن يعرض
وليست فن يعالج مشكلات
يعنى فيلم مثل ملاكى اسكندرية وان كان مصنفاً على انه فيلم بوليسى فهو اطار ممتع لعرض الفكرة..التى ليست من الضرورة ان تناقش قضية ملحة
تماما كالعمل الأدبى مثل القصة والرواية الذى يطرح فكرة ربما تكون مكررة ولكنها مصاغة بفكر جديد واسلوب جديد يحمل ابهاراً من نوع ما

 
At ٩:٤٥ م, Blogger micheal said...

للاسف معظم الاغلام أصبح هدغها هو تغييبنا عن الواقع

 
At ١٠:٢٦ م, Blogger Unknown said...

أنا إل بيخنقني إن بلاد جربانة زي الفلبين و تايلاند و الأشكال ديه بتاخد أوسكار و بيروحوا مهرجان كان و إحنا ولا إلهوا. أخرنا شوية كلام و حوارات فاشلة إننا وصلنا للعالمية معرفش بأمارة إيه

 
At ٢:٠٦ ص, Blogger uogena said...

مالا يدرك كله لا يترك كله ..
او خلى الشعب يحلم ويستمتع ويعيش

اعتقد ان هذا هو المبدأ ..إن كان الشعب يفتقد هذا الرغد فى حياته فلماذا لا نسقيه له

وان كانت متعه المشاهد ترتكز على أفلام هوليود فلماذا لا نعربها لتتوافق معنا..

المشاهد مل من تمثيل واقعه , يكفى ان يعيشه لمرة واحده ..

اما عن الواقع ربما تجد بعض المسلسلات تحكى عنه

على كل السينما لا تمثل المجتمع عاده الا فيما ندر ..لذا لا استبعد كثيرا عولمه وأمركة الجديد منها

 
At ٢:٢٥ ص, Blogger elgharep said...

الفن هو أنعكاس للواقع بكافة مشاكله وقضاياه والفنان الصادق هو الفنان صاحب الفكر والرأى ووجه نظره فى الواقع يعبر عنها بصدق من خلال سلاحه الوحيد وهو الفن الخالى من التزييف والتلميع
نعم تلك الطبقة موجودة فى المجتمع ولكن كم نسبتها 1%أهذه نسبة تستحق أن نعبر عنها فى 99%فى أفلام السينمائيين الجدد
وأذا كان الهدف من السينما الجديدة هى نسيان الواقع فقد أصبح الفن أشبه بالمخدر الذى يلهى الناس عن مشاكلها الحقيقية الملحة
وهذا مالا يقبله الفن على الأطلاق
هناك مدرسة الفن للفن أهذه السينما الجديدة فن بالمعنى الحقيقى للكلمة
لا أعتقد ذلك
الغريب

 
At ٦:٢١ م, Blogger أحمد سلامــة said...

كما قلت انت ان الفن هو انعكاس للواقع بكافة مشاكلة وقضاياة
ومصر يا صديقى بها ايضا القليل من هذه الفئة
ولا يعتبر ظلما ان يرو بيئتهم وواقعهم على الشاشة ايضا
ولكن مع الحفاظ على الصورة الحقيقية لواجهة المجتمع
تحياتي لك

 
At ٧:٣٥ م, Blogger أحمد الشمسي said...

انت عارف ان الموضوع ده نقطة ضعفي، بكل أمانة أنا حاسس دي مؤامرة، محاولة لتنميط أسلوب حياة بالعافية، ولو شاكك في حكاية المؤامرة دي شوف اللي بيحصل في الإعلام كله: شوف برنامج "Look Alike" على ميلودي هيتس، وشوف النجم الشيف على دبي، وشوف وشوف وشوف...
بلال فضل كان بيقول حاجة حلوة من كام يوم لما سألوه عن ساندرا! قال انها مخرجة مش شبهي... مخرجة بتحب تطلع صورة حلوةحتى لو بيت الحرامي طلع أمريكاني!
الكلام ده صحيح مع إني بحب ساندرا جدا!

 

إرسال تعليق

<< Home

مجتمع المدونين المصريين