الثلاثاء، أكتوبر ٢٤، ٢٠٠٦

حدائق الشيطان....الصعيد 30!!!



أنجب الصعيد المصرى الكثير من الأدباء والذين أثروا الحياة الأدبية المصرية والعربية من هؤلاء" يحيى الطاهر عبد الله" و"بهاء طاهر" و"الأبنودى "وغيرهم الكثيرين الذين تمكنوا وببراعة من التحدث عن مشكلات المواطن الجنوبى بكل صدق وبلا مبالغة فتجد "يحيى الطاهر عبدالله" يتحدث عن منظومة العادات والتقاليد والخرافات البالية فى الأقصر فى أوئل القرن الماضى فى رائعته "الطوق والأسورة"ونجد "بهاء طاهر" يتحدث عن الثأر والوحدة الوطنية فى روايته "خالتى صفية والدير" وغيرها الكثير من الأعمال والتى كان القاسم المشترك فيها التعبير بصدق ووعى عن مشاكل المواطن الصعيدى القابع فى غياهب النسيان الأقتصادى والثقافى....
كان هذا هو ما يدور بخلدى وأنا أتابع المسلسل التلفزيونى "حدائق الشيطان" على شاشة الفضائيات حيث رفض من لجنة أختيار المسلسلات فى التلفزيون المصرى مما كان بمثابة صفعة لكاتبه المخضرم" محمد صفاء عامر" , أكثر ما لفت نظرى فى العمل هو الأداء المميز للنجم السورى" جمال سليمان" والذى أعتقد أنه السبب الرئيسى فى نجاح العمل بهذا الشكل الجاهيرى الساحق والذى فاق توقعى أنا الشخصى حيث لم أجد فى العمل ققصة شئ جديدا ...
لا أ علم لما يصر" محمد صفاء عامر" على "عترسة الصعيد" كلما كتب عملا تدور أحداثه فيه فكل قرية صعيدية تقريبا لها عتريس خاص بها على طريقة رواية "شئ من الخوف" وطبعا أهل القرية كلهم من فئة "الدهاشنة" المقهوريين والذين يرزحون تحت نار" عتريس" القرية الى أن تأتى" فؤادة" والتى تقف أمامه فى تحدى غير متوقع ولكى تكتمل أركان القصة فأن "عتريس" يجبر" فؤادة "على الزواج منه لتكون هذه بمثابة النهاية حيث تحتشد القرية حامليين المشاعل تعبيرا عن نهاية الظالم,,فى حدائق الشيطان " عتريس" هو "مندور أبو الدهب "و"فؤادة "هى" قمر" وزعيم المناؤيين هو" دياب" مع بعض التوابل للخلطة المضمونة النجاح مثل الغولة والتى قد تحمل معنى رمزيا لما يشكله الخوف فى عقول الجهلاء وأيضا حدائق الشيطان الأرض المزروعة بنبات الخشخاش مما يحمل بعدا رمزيا أيضا.,بالأضافة الى كل هذا فحدث ولا حرج عن قتل الناس فى المسلسل بغزارة حتى تعتقد أن من يقتل هناك هم دجاج فى موسم لأنفلونزا الطيور وليسوا بشرا يقعوا تحت حماية القانون الغائب تقريبا فى هذا العمل ......
الغريب أن الأحداث تدور فى عام 2005م بشكل يثير الدهشة ويطرح تساؤل حاد هل هذا هو صعيد مصر فى الألفية الثالثة ؟؟صعيد جاهل, فقير, مغيب, منعزل , مقهور, تتحكم فيه قلة باطشة ,,,,عندما سأل" محمد صفاء عامر" عن هذا فى أحد البرامج التلفزيونية الرمضانية كان رده أن هذا يحدث و لأنه من الصعيد فلا أحد يزايد عليه فى الحديث عن أهل الصعيد ومشاكله,
للأسف فيبدو أن" محمد صفاء عامر" مازال يعيش الصعيد فى الماضى عام 30م حيث كل ماذكر قبلا أما ألأن وكمواطن أعيش فى الصعيد فأن الكاتب وللأسف لم يتطرق لمشاكل الصعيد الحالية بأى شكل من الأشكال أين مشاكل البطالة والتى يعانى منها أبناء الصعيد مثلهم كباقى شباب الوطن ,أين الحديث عن مشاكل العمالة المصرية فى الخارج ومدى تأثيرها فى مجتمعات الصعيد المغلقة وأين الحديث عن تأثير السياحة على أهالى المدن السياحية من زواج المصريين بأجنبيات فى سن أمهاتهن والكثير والكثير من المشاكل والتى تملأ مجلدات وليست فكرة عمل أدبى واحد
أكثر ماأثار حنقى فى العمل هو أظهاره لغياب تام للطبقة الوسطى فى المجتمع القروى الصعيدى وهذا مناف تماما للحقيقة فتجد مثلا أن القرية كاملة حيث أحداث العمل لا يوجد بها غير ثلاث طلاب جامعيين فهل هذا يعقل ولدينا الأن فى الصعيد فى كل محافظة جامعة أو فرع لها ولا يكاد يخلو بيتا مهما كان بسيطا من على الأقل فرد أو فردين جامعيين,,وأيضا أندهشت تعبير الكاتب على لسان أحد شخصياته القاهرية أن الصعيد مخزن للأسرار كأن العمل تدور أحداثه فى أحد الأدغال الأفريقية وليس صعيد مصر المملؤة أسطح منازله بأطباق الستالايت والسلكة.
العمل مثير وشيق لا شك فى هذا وظهور نجوم من أمثال" محمود الحديينى" المغييب لفترة طويلة أضاف للعمل ثقلا كبيرا ولكن هذا لا يمنع أن الفكرة لم تزد عن أستهلاك رمضانى للنموذج الصعيدى النمطى لا أكثر وأتمنى أن يعود" محمد صفاء عامر" المخضرم الى الحديث عن الصعيد مرة أخرى بشكل أعمق وأنضج طارحا قضاياه الحقيقية الملحة تاركا هذا النموذج النمطى الغابر

7 Comments:

At ٢:٤١ ص, Blogger راندا رأفت said...

عندك حق ياغريب
تتصور أني ماخدتش بالي أساسا أن الأحداث دي في 2005 ولا في الألفية دي اساسا.

 
At ٦:١٣ م, Blogger elgharep said...

بالذمة مش عندى حق
عيد سعيد

 
At ٩:١٥ م, Anonymous غير معرف said...

حلوة قوي "عترسة الصعيد" دي...
جبتها منين يا صعيدي؟ أكيد "الأفندية المتعلمين" بيغششوك انت كمان!
الموضوع زي ما انت قلت هي خلطة نجاح بيكرروها وخلاص وألف سلامة على الرسالة والقضية والكلام الكبير

 
At ٣:٠٩ ص, Anonymous غير معرف said...

ياعم لا يمكن ان يمثل الصعيد الا الصعايدة حتى جمال سليمان مع كامل احترامي لادائه المتميز لا يمكن ان يمثل الصعيدي الحقيقي وبالذات من ناحية اللهجة التي لا تمت لأسلوب كلام الصعايدة بصلة وبعدين كل البنات والستات في المسلسل حلوين وعينيهم خضرا وحاطيين ماكياج يكفي قرية كاملة من قرى الصعيد هما فين ياعم البنات دول خلينا نتجوز واحد منهم لن يمثل الصعيد الا الصعايدة وفي الصعيد
عبدالرحمن عادل

 
At ٨:٤٦ م, Blogger elgharep said...

بالنسبة للبنات الحلوة اللى فى المسلسل ده أكبر دليل أن اللى كتب المسلسل بقاله كتير منزلش الصعيد
شكرا عبده على التعليق

 
At ١١:٢١ م, Blogger nor said...

على فكرة لغة مكانتش في الضياع للدرجة دي
أكيد كانت في هنات بس على الأقل أحسن كتير من بعض البحراويه اللي مسلوا فيه أيضاً و إن كان البعض منهم أجاد بقوة

 
At ٩:٠٠ م, Blogger big big girl...in a big big world said...

اسلوب نقدى رائع
احييك

 

إرسال تعليق

<< Home

مجتمع المدونين المصريين