الثلاثاء، أكتوبر ٢٤، ٢٠٠٦

أزمة تياريين


بالرغم من
تردى ألأحوال ألأقتصادية فى مصر من غلاء وبطالة وأختفاء الدعم وبالرغم من حالة الترنح التى يعيشها النظام العربى بين أحتلال قابع فى العراق وضغوط قاسية على النظام السورى القومى وما يتبعه من ضغط على حركات المقاومة الفلسطينية فأن التيرين ألأشتراكى والقومى العربى قد أنتكسا بشكل ملحوظ فى ألأنتخابات البرلمانية المصرية الماضية بالشكل الذى لا يتناسب مع حالة الغليان العربى والخلل ألأقتصادى واللذان يصبان دائما بطبيعة ألأمور فى خانة شعبيتهما .....
جاءت النتيجة مفاجأة لأنصار التياريين المتلازمين فحزب العربى الناصرى رسب رسوبا تاما بينما التجمع حصل على مقعدين فقط بينما صعد اليمين الدينى الممثل فى جماعة ألأخوان المسلمين حاصدا 88مقعدا بالرغم من حالة الحصار ألأمنى والضربات المتلاحقة لكوادرها مع الأعتراف بأن هذه الممارسات لم يستثنى منها باقى تيارات المعارضة وان أختلفت الحدة والتى كانت أقل مع باقى التيارات .......
أقأزمة تياريين
أقلام كثيرة حاولت أن تفسر سبب ما حدث المعظم أنصب على الممارسات الداخلية لتلك ألأحزاب من التجمد الداخلى والذى يعيشه الناصرى أو المعارضة المتواصلة والغير مبررة الحدة لجامعة ألأخوان المسلمين من قبل حزب التجمع وعلى رأسه د.رفعت السعيد متماشيا فى ذلك عمدا أو عن غير عمد مع آراء النظام الحاكم ولهذين السببين الرئيسين أنفض المناصرون من حول الحزبين واللذان كانوا ملء السمع والبصر فى عقود سابقة ........
السبب الرئيسى فى رأيئ يتعدى ذلك كله .....فاليسار المصرى والقومية العربية فى حالة أنحسار لم يسبق له مثيل وذلك لسبب واحد رئيسى وهو غياب تواصل أجيال داخل تلك ألأحزاب فأذا نظرنا ألى الجامعات وهى معامل التفريخ السياسى الرئيسية للكوادر والقيادت المستقبلية لوجدنا غياب تام للتيرات اليسارية بين الطلاب والتى سابقا كانت تعج بها الجامعات المصرية فى مقابل أنتشار سرطانى لجماعة ألأخوان المسلمين داخل الجامعات المصرية جميعها مرتكزة على كوادر شبابية مدربة على أستمالة ألأتباع والمؤلفة قلوبهم...... وبنظرة فاحصة أذا نظرنا ألى المظاهرات الطلابية والتى حدثت فى العام الماضى داخل جامعتنا المصرية كمؤشر لوجدنا أن 99% منها صناعة أخوانية أعدادا وتنظيما وكوادر بينما نادر أن تجد طالبا واحدا فى كلية يعرف حتى معنى التيار ألأشتراكى والذى أذا طلبت منه أجابة سيقول لك وبكل سذاجة - أليست هى الشيوعية - وهنا لا يعاب الطالب ولكن تعاب ألألة ألأعلامية المتهالكة لتلك ألأحزاب والتى لم تستطع أن تصل ألى الجامعة حتى أصبحت مرتعا لفكر واحد أحادى يستخدم الاب توب وطابعات الليزر والنت ويقال فى النهاية عنه أنه رجعى ......
البعض من قيادت تلك ألأحزاب يبرر ذلك الغياب بسبب منع النظام الحاكم للعمل السياسى فى الجامعة أليس ألأخوان كجماعة محظورة مقيدة هم ألأولى بهذا الرد الذى لا ينم ألا عن ضعف ألأرادة لا أكثر ...
المشكلة أن معظم من ينتموا للتيار اليسارى والقومى هم فى معظمهم من عايشوا فترات المد القومى العربى فى الستينات ومعظم القيادت اليسارية القومية هى من تربت داخل منظمة الشباب ألاشتراكى أو التنظيم الطليعى والباقى هم من من أعتنق الفكر الناصرى داخل الجامعة وللأسف فهذا الجيل الغنى بالوطنية والمبادئ سيندثر آجلا أم عاجلا بوفاة أصحابه ولن يبقى غير الكتب
التى تحمل أفكارهم أو الكوادر الشبابية الضعيفة التدريب والتى لا تستطيع أن تبنى قواعد شعبية حقيقة تمكن تلك ألأحزاب من ألأستمرار على النهج الذى خطه المؤسسون القدامى والذى
يهدف ألى الوصول البرلمان وتطبيق ألأهداف المرجوة من عدل أجتماعى ووطن عربى موحد على ألأقل فى ألأتجاه ......
بدأت تلك ألأحزاب فى أعادة تنظيم صفوفها بعد الهزيمة المدوية ورب ضارة نافعة ولكن يجب ان لا يغفلوا مسألة القاعدة الشبابية والتى تحمل عبأ كبيرا فى المستقبل لكى تصبح هذه القاعدة بمثابة قنطرة تنقل الفكراليسارى ألى ألأجيال القادمة وتبنى كوادر شعبية متوازية مع حجم الطاقة الهائلة لهؤلاء الشباب

4 Comments:

At ١١:٢١ م, Blogger مـحـمـد مـفـيـد said...

اسمح لي ان لااتحدث عن البوست ولكن ستاحدث عن روعه الكلام الذي انت كاتبه في تعريف المدونه كم هو رائع

كل سنه وانت طيب

 
At ٧:٤٥ م, Blogger nor said...

هو ليس انحسار بل اختفاء
وتلك الأحزاب ما ماتت إلا عندما انهزمت داخلياً
عاشت أفكار اليسار على أيدي أصحابها من اعتقوها وآمنوا بها
لكن اليوم تحولت الأحزاب لواجهات تجارية لتسهيل أعمال أصحابها في تجارات رخيصة مالت بأصحابها وأمالتهم
صنعوا من أعداء الأمس حلفاء اليوم سراً أو جهراً ما عاد يفرق معاهم
غرقوا .. فأغرقوا..
ماتوا وما من متحسر!!

 
At ٩:٤٠ م, Anonymous غير معرف said...

صديقى الغريب
حين يستهلك الاشخاص افكارهم بل وطاقاتهم ولا تظهر مسحة للاخرين ليحلوا محل القديم والمتهالك يصعب ايجاد الامل فى تقوية تلك الاحزاب واكبر مثال على ذلك الحزب الناصرى المعتمد على كوادر انتهت عمليا على رأسها رئيس الحزب .
اما حزب التجمع فلم يحاول مواكبة العصربالتطور المطلوب فى الافكار و الاساليب فنجد حزب كالغد حقق فى مساحة محدوده مالم يحققه الاخرون فى سنين هذا لا ينفى الظلم الواقع لكنهم ايضا انفسهم يظلمون
علام

 
At ١:٠٠ ص, Blogger elgharep said...

معك حق علام وأتفق معك أن تلك الأحزاب قد ظلمت أنفسها قبل أن يظلمها النظام القائم وأعتقد أن مقالى يعبر عن ذلك بوضوح

 

إرسال تعليق

<< Home

مجتمع المدونين المصريين