الخميس، أكتوبر ٢٦، ٢٠٠٦

أبناء الرشيد الأمين والمأمون......عمل متكامل وموضوع شائك


"أبناء الرشيد الأمين والمأمون...عمل متكامل وموضوع شائك"
لا يقاس مدى نجاح عمل فنى ما بما حققه من جماهريية بل هناك الكثير من المعايير المختلفة والتى يجب أن تأخذ فى الحسبان عند تقييم هذا العمل ....وعلى سبيل المثال هناك الكثير من الأعمال والتى عرضت خلال شهر رمضان الماضى ولاقت جماهريية متوسطة ولكنها كعمل تعتبر نموذج يحتذى به فى التكامل الدرامى من بناء فكرى وأدوات صناعة ناضجة متمثلة فى ممثليين أكفاء بالأضافة الى توافر نفس الكفاءة لباقى الأعضاء المساهمين فى العمل من موسيقى وملابس وديكور والتى لا تقل أهمية عن باقى العناصر خصوصا لو كان هذا العمل تاريخيا.........
من هذه الأعمال الدرامية القليلة والتى لفتت أنتباهى بشدة خلال الشهر الكريم المسلسل الأردنى "أبناء الرشيد ...الأمين والمأمون" ,منذ البداية أعجبت بالفكرة ذاتها ففكرة غير تقليدية مثلها لا نجدها كثيرا فى أعمالنا التاريخية والتى فى معظمها تدور حول بطولات القدامى حتى أنك قد تجد أنها قد تبالغ فى بعض الأحيان وأن كان مقبولا بسبب التحيز القومى والعقائدى المتوقع....
فكرة صراع ألأخين السياسى هى فكرة شائكة تناولت واحدة من أحلك فترات العصر العباسى الأول حيث أنتهت دولة الرشيد الى الصراع بين أبناه لينهى بقطع رأس الأمين والدوران بها فى قلب بغداد بشكل يثير الشجون وألألم على ما آلت له حال الخلافة وقتها...
بالرغم أن العمل شارك فى كتابة السيناريو والحوار له كاتبان هم "غسان زكريا وغازى الديبة" الا أن العمل ظل متماسكا محكما فلم يؤثر فيه تلك الثنائية فى الصياغة وأن كنت أحمل عليهما بعض النقص فى بناء شخصية المأمون والذى فتك بأخيه بلا رحمة وهو الشخص الحالم, الحنون على جواريه, المثقف, المتأمل وأعتقد أن الشخصية كانت تتطلب غلظة أكثر حتى تتناسب مع ما قام به حتى لو كانت السياسة وأحكامها هى التى أضطرته لهذا..
مما أثار أنتباهى هو تناول العمل لأبن حنبل بشكل مثيرا للتسأول فقد أظهر العمل شخصية هذا الأمام الجليل وكأنه من أوائل المنظريين للتطرف وأن كان أنصف فى النهاية عندما أكد على أنه قد رفض العنف كوسيلة للتغيير وأيضا أوضح ثبات الرجل الفكرى فى خلافه مع المأمون والمعتزلة حول قضية خلق القرأن...
المسلسل حشد له كتيبة من أفضل ممثلى الشام على رأسهم "رشيد عساف"والذى تقمص شخصية هارون الرشيد بشكل متوازن بين روح الحاكم والأنسان وأيضا لا أستطيع
أن أنسى الممثل اللبنانى القدير"فادى أبراهيم" والذى بالرغم من قصر دوره ألا أن بصمته ألتصقت بالعمل حتى النهاية وأخيرا أصفق للفنان "منذر ريحانة" وأداؤه المركب الذى أذهلنى فهو تمكن من التعبير عن الشخصية بكل أختلالتها..
تسألت وأنا أتابع الحلقات لم لم يضم فريقه أى من الممثليين المصريين؟؟!! فالعمل لم يقتصر على جنسية واحدة من الفنانيين بل ضم فنانين من سوريا وألأردن ولبنان وأعتقد أن وجود فنان مصرى داخل العمل كان سيزيده كمالا أكثر مما هو عليه وان كنت أحيى العمل على هذا الشكل وأتمنى تكرار التجربة بنفس الجودة.

6 Comments:

At ٧:٣٤ م, Blogger nor said...

أخي الغريب القريب
اتفق معك بشدة في كون المسلسل خرق القنون الأخرق الذي اتبعه مؤلفينا في الدفاع عن تاريخنا بحق أو بغير حق للدرحة التي تدفع البعض لإختلاق قصص وحكايات تبرر فعل أبطالها الذين لو فكروا قليلاً لتينوا أنهم بشر وغاية إعجازهم أنهم حققوا ما حققوه رغماً عن أخطائهم....
فالمهم ما أضافوه لذلك التاريخ الإسلامي الجانح والمجنح على السواء رقياً وغيره

ما أراه انا حقا واتفق بل ربما احلف عليه هو نوع من التهميش للدور المصري على كافة أوجه الثقافة التي كنت اعتقد في بدايةً انه نوع من الخروج عن الهيمنة المصرية على ذلك المجال لكنني اليوم على قناعة هو نوع من ضرب ومناصبة العداء له ..
بدءاً من احتكار المطربين المصريين والتقليل من انتاجهم وملء السوق بحشد من المطربين من كافة الأجناس عدا المصريين منهم على السواء الغث منهم والثمين ، رغم أن مصر حضنت في السابق كافة نجوم تلك الدول وعلمائها على السواء ، وربما لا تجد نابغةً لديهم إلا وقضوا فترة من حياتهم دراسة وشهرة لدينا....
المهم الأمول لديهم ولا يبقى لنا إلا مصمة الشفاه!!

 
At ١١:١١ ص, Blogger مـحـمـد مـفـيـد said...

عزيزي الغريب
اعتقد ان معايير نجاح الاعمال في رمضان غير مرتبط بفكره الاجاده اكثر منها الدعايه فكم من اعمالل رائعه تاهت في خضم المسلسلالت الهابطه التي لا تتعدي الاستفاده منها ثوان معدوده وان الدراما التاريخيه والدينيه رغم انها ممتازه وراعه الا انها تتعرض للظلم احيانا
احييك جدا علي ذوقك

 
At ٣:١٤ م, Blogger elgharep said...

أتفق معك يانور أنى أرى أيضا شكلا يبدو منظما لتهميش الدور المصرى فى الثقافة العريبة وأن كنت أعتقد أيضا أننا نحن المسؤليين عن هذا التهميش فنحن من أخلينا الساحة لغيرنا لكى يظهروا كما لو كانوا هم الوحيدين بألأضافة فالقاعدة الداروينية المعروفة البقاء للأصلح هى أحد أهم القواعد التى تنطبق بشدة على الفن فى أى مكان وزمان وقارن بين أعمالنا مثلا فى فترة الستينات وأعمالنا الأن وستعرف لما تراجع فننا
وأتفق معك محمد أن الدعاية أصبحت تقريبا العامل الرئيسى فى الجذب ولكن جودة العمل تفرض نفسها فى النهاية

 
At ١٢:١٣ ص, Anonymous غير معرف said...

عمار
بغض النظر عن الجانب التقني والأداء من حيث التمثيل لاسيما أداء الممثل الأردني منذر ريحانة الذي أدى دورا هوأقرب ألى شخصة فصامية حاضرة وقوية وتتحمل أفعالها منه ألى شخصية هشةومنعزلة .....وهو مايؤهل العمل موضوع هذه التعليقات ( أبناء الرشيد,,) من أن يحول ألى عمل سينيمائي فإن الافت لللإنتباه جرأة المعالجة لمرحلة من تاريخ الخلافة العباسية على مستوى عرض الأحداث بعيدا عن هالة القداسة والمثالية التي عودتنا عليها المسلسلات التاريخية المشرقية من جهة ومن جهة ثانية حاول المسلسل تصوير شخصيات تلك الفترة كبشر يحبون ويكرهون يتصارعون ,,,كما صور تلك المعضلة التي عوقت وأعاعقت التفكير الإسلامي منذ نشأته : السلطة وموضوع بناء الدولة هذا المشروع الذي ضل متعثرا الى اليوم بطبيعة الحال ليس دور السينما أو العمل التليفيزويني كتابة التاريخ أو قول ماهي الحقيقة التاريخية ولكن يمكن أن تساهم هذه الأعمال في تغيير نظرتنا الى تاريخ المنطقة وفهم سبب هذه الهنات والإنكسارات التي لاتتوقف ,,, معذرة أن أطلت في التعليق شكرا في المرة القادمة إن شاء الله,

 
At ١٢:٢٥ م, Anonymous غير معرف said...

ان المسلسل كان جيدا فى النص والحوار ولكن هناك نجوم لم يكونو مناسبين لدورهم فمثلا لم يكن منذر رياحنة مناسبا لدور الامين بل كان اداؤه مقززا وهو الاضعف بين نجوم العمل وهو لايصلح الافى الاعمال البدوية اما النجوم الذين برعوا فى المسلسل فهو اياد نصار فى تادية شخصية المامون وكذلك احمد العمري فى تادية شخصية الوزير الفضل ومحمد المجالى فى تادية شخصية الوراق المحب للجدل قصى ولكننى ايضا لاحظت شخصيات مرتجلة فى المسلسل كشخصية العزيزة وعبادة وما اهمية قصتهما واظهار مشاهد العنف والضرب فضلا عن انها قصة لاتاثير لها فى الاحداث واظهار العزيزة طوال المسلسل كفتاة بكماء لاتستطيع الكلام واظهار عبادة الشاب المتدين العالم بصورة الزوج العنيف الذى يضرب زوجه ليجبرها على معاشرته والتحدث معه كل هذا اراه تشويه لصورة العلماء واظهار بن حنبل بمن يؤيده ويدافع عن موقفه وان كان قد حكم بالطلاق حتى لاتجبر الفتاة على معاشرته فضلا عن شخصية علية واظهارها بهذه الصورة وان كان الكاتب فى النهاية اظهرها بانها تركت مجالس الغناء وقضت وقتها فى التفقه والدين

 
At ١١:٢٦ م, Anonymous غير معرف said...

المسلسل رغم التقنيةالعالية والحوار الجميل الا انه احتوى مغالطات كاظهار بن حنبل بصورة الشيخ المتهحم الذى يكفر من حوله ويصف الرشيد بانه فاسق ويدعو عليه بالنار وانه يزوج عبادة تلميذه بفتاة لاتريده تحت ذريعة ان الصمت علامة الرضا للبكر ثم اظهار عبادة الشاب المتدين المتفقه على ايدى بن حنبل بالزوج العنيف الذى يضرب زوجه ضربا مبرحا لانها صامتة ولاتستطيع الكلام لكى يجبرها على معاشرته ويمنعها من الخروج مع شقيقها قصى بعد ان قام باخذها معه رغم عنه فهذا تشويه مقصود لكل رموز العلماء

 

إرسال تعليق

<< Home

مجتمع المدونين المصريين