الأحد، نوفمبر ١٢، ٢٠٠٦

صورة هيلارى على الدولار الأمريكى


فى أحد أفلام الحرباء الأمريكية "أيدى ميرفى "والذى تدور أحداثه فى نهاية الألفية الثالثة فى أطار من الخيال العلمى يعطى "أيدى ميرفى " للبطلة فى أحد المشاهد رزمة من الدولارات الأمريكية وعندما تقلب فيها البطلة سيظهر للمشاهد أن فى مكان الصورة المعتادة لرؤساء الولايات المتحدة القدامى المؤسسيين كأمثال " جورج واشنطن"وفرنكلين"و"جون آدامز"وضعت بشكل مثير للدهشة صورة "هيلارى كلينتون" كرئيس سابق للولايات المتحدة ....أسترعى ذلك المشهد أنتباهى وقتها والذى كان بمثابة أرهاصة فنية لما قد تحمله السياسة الأمريكية فى المستقبل .....
تذكرت هذا المشهد وأنا أتابع النتائج المثيرة والمتوقعة فى نفس الوقت للأنتخابات التجديد النصفى لمجلسى النواب والشيوخ الأمريكين خاصة بععد هذا الفوز الساحق للديموقراطيين وسيطرتهم لأول مرة منذ عقد كامل على الأغلبية فى هذين المجلسيين واللذان يديران عجلة السياسية لواشنطن - روما القرن الحادى والعشرين -كما يسميها البعض
فوز الديموقراطيين وعلى رأسهم هيلارى كان متوقعا الى درجة كبيرة خاصة فى هذا الوقت والتى كانت فيه الحرب على العراق وماتتعرض له الأدارة الجمهورية الحالية فيه من أنتكاسات العامل الأقوى وحجر الزاوية فى ذلك التحول الشعبى الأمريكي خاصا وقد جاءت الأنتخابات بعد شهر دامى للقوات الأمريكية فى العراق جاوز فيه عدد القتلى الأمريكين المائة وستين قتيلا بالأضافة الى ضجة عارمة داخل الدولة ومجتمعها المدنى حول جدوى الحرب وتبعاتها على أمن الولايات المتحدة......
التغير الذى يتوقعه البعض فى السياسة الأمريكية بعد هذه النتائج المثيرة قد يكون مبالغ فيه الى حد كبير خاصة ونحن نتحدث عن دولة مؤسساتية بحجم الولايات المتحدة وأن حدث تغير فأنه سيكون تكتيكى على الأرض وليس فى الأستراتيجيات ولا ينبغى أن ننسى أن قرار الحرب كان مصاحبا وقتها بتأيد كبير من الديموقراطيين مما يدعم الحفاظ على الأهداف الأستراتيجية
قد بدأ التغيير بأسرع مما هومتوقع بتقديم "رامسفيلد"وزير الدفاع كبش فداء لمجموعة المحافظيين الجدد والتى يرأسها الرئيس الأمريكي نفسه ,هذا الأجراء الأستباقى كان بمثابة رسالة بوش للديموقراطيين والشعب الأمريكى بأنه قد أستوعب الدرس جيدا وأن عهد"الديكتاتورية الرئاسية "قد أنتهى بأنضمام رامسفيلد الى ضحايا الحرب على العراق على حسب تعبير صحيفة"الديلى جراف"
طرحت أقالة رامسفيلد قضية أمكان محاكمته كمجرم حرب بواسطة العديد من المنظمات الحقوقية العالمية خاصا وما يدور حوله كأحد المسؤليين المباشريين أو حتى المنظريين لعمليات التعذيب والتىحدثت فى أبو غريب وجونتنامو ومازالت تحدث تحت دعاوى ما يعرف بمكافحة الأرهاب ...هل الأستقالة هى بمثابة بداية فترة ملاحقة قضائية للمسؤليين الأمريكين المتورطين فى أنتهاكات حقوق الأنسان ؟؟سؤال صعب ولكن من الممكن تنفيذ ذلك فى بعض الدول الأوربية كما حدث لشارون فى بلجيكا من قبل وأن باءت المحاولة بالفشل فهى ستكون فضح لجرائم تلك الدولة والتى يدعى قادتها بأنها حاملة شعلة الحرية والديموقراطية فى ظلام العالم الدامس.
أفرزت الأنتخابات أيضا فوز أول عضو كونجرس مسلم هو "كيث أليسون " الأفريقى الأصل وهل هذا بمثابة بداية ظهور للجالية الأسلامية فى هذا المجتمع الأنجلوسكسونى المحافظ فى حياته السياسية والتى طالما همشتهم من محيطها فيما يتعلق بصنع القرارت المصيرية والتى تؤثر سلبا على عالمهم الأسلامى والذى أن لم ينتموا اليه عرقيا كما فى حالة أليسون فهم ينتموا اليه عقائديا...
أخيرا جئنا الى السؤال الأخير هل رئيس الولايات المتحدة القادم ديموقراطى سؤال يطرح نفسه وبألحاح على الساحة خاصة وقد بقى على أنتخابات الرئاسة القادمة حوالى عامان ومازال تأثير الصدمة موجودا ....
ربما تكون هيلارى كلينتون هى المرشحة القادمة فهل ستتغلب على المرشح الجمهورى فى مجتمع محافظ كالمجتمع الأمريكى خاصة فى ولايته الجنوبية والوسطى والتى أعتقد أنها ستجد صعوبة تقبل أمرأة على دفة الربان لهذه السفينة التيتانيكية والتى لا تبحر الا وتصنع أمواجا تسونامية سياسية وأقتصادية تضرب دول العالم أجمع وتكون سلبية للبعض وأيجابية للبعض الأخر
ربما لا أحد يعلم فمن الممكن أن تتحقق نبوءة الفيلم فى النهاية وترسم صورة هيلارى على الدولار الأمريكيى فى يوم ما.

3 Comments:

At ٨:٢٥ م, Anonymous غير معرف said...

لو جات هيلاري أو غيرها مش هيتغير حاجه كل اللي هيحصل اننا هنستبدل ديب بتعلب...
وبعد كده احنا بنعول على أيه !!؟؟
غريبة دي مش كده
المفروض نتلهي على عينا ونبص في المراية شويه ونبطل مراهنة على اللي هيموتنا بالكرسي الكهربائي ولا بالغاز السام ولا.... بالبلغ!!

وبعدين المرشح المسلم ده فوزه معتقدش انه معبر على شيء ... على العكس الإطار العام في السياسه الأمريكية ماشي ضدنا على طول الخط
ولو في حاجة ممكن يعملها أنه يحاول يحافظ على بعض حقوق المسلمين هناك ولو أني هيكون في وضع يحسد عليه
هيكون عاوز يسبت أنه أمريكي قبل مايكون مسلم عشان يبقى مقبول وده هيقيده كتيييير
ربنا يكون في عونه ويساعده!!م

 
At ١٢:٤٨ ص, Blogger elgharep said...

خد بالك يانور الأطار ده من السياسات بيأثر علينا رضينا أم لم نرضى وأنا معك أن أحنا لازم نبص لنفسنا قبل أى شئ
شكرا على التعليق
الغريب

 
At ٢:٥٤ ص, Anonymous غير معرف said...

Actually, Hillary was preparing for running for president is an old known fact ever since she ran for congress's seat for the state of New York. But personally, I don't think that the behavior of any president of the united states regarding the middle east and arab countries is going to be different because he's a democrat or a republican, and in thinking so we're fooling ourselves.

The only way to make a change is by being a powerful country that could force this change on them. Remember that Hillary herself is an outspoken supporter for the Jew and this might be the reason why she won in New York.

One last thing, a muslim representative in the congress, while most of us think of as a success for muslims is in my opinion an indication of the complete opposite. Muslim community in the states is much larger than the Jewish community yet we're they're only represented by one person. Secondly, he won his seat not only because of muslim votes but because of a lot of other people who found that his program suited their views on politics and this is the true democracy, because if you vote for someone because he's of the same religion or ethnicity and solely make your decision according to this relationship then I don't think you're going to end up with a true democracy. I as muslim should have no problem voting for a coptic person for example for our maglis el sha3b if I found that he is going to serve me much better than other Muslim candidates.

 

إرسال تعليق

<< Home

مجتمع المدونين المصريين