الثلاثاء، يوليو ١٧، ٢٠٠٧

تيمور وشفيقة ....والعودة بالمرأة المصرية الى الوراء



بالصدفة البحتة شاهدت فيلم "تيمور وشفيقة"فأنا كعادتى كنت أنوى مشاهدة أحد الأفلام الأمريكية الضخمة الأنتاج ولكن يبدو أن جمهور الصيف لا يفضل هذه النوعية من الأفلام ويفضل الصناعة الوطنية على غير عادة ولذا ألغى العرض لعدم أكتمال العدد ولم أجد أمامى الا العربى "تيمور وشفيقة "الذى لم يبتعد كثيرا عن عن النمط الأمريكى الشكلى فى التناول ....
الفيلم تدور أحداثه حول "تيمور "الشرطى المغوار بطل شرطة الحراسات والذى يحب "شفيقة "المتفوقة دراسيا والحاصلة على الدكتوراة والتى تصل الى منصب وزارة البيئة ويعين عليها تيمور حارسا خاصا ...
الفيلم تقريبا محاكاة –كما قرأت سابقا-لفيلم "مراتى مدير عام " للراحل صلاح ذو الفقار وشادية ولكن مع الفارق طبعا فمراتى مدير عام وأن كان كوميديا فقد ناقش وبجرأة وبخفة ظل قضية المرأة المصرية فى عهد الثورة حيث أصبحت جزأ لا يتجزأ من منظومة النهضة المجتمعية وكيف أن دورها أمتد من موظفة مهمشة الى قيادية مناضلة تعلم ماذا تريد وكيف تخدم وطنها ...
هذا ما كان فى الستينات .....لكن ما حدث مع تيمورالبودى جارد وشفيقة الوزيرة المراهقة أنه تحدث بشكل
سطحى عن دور المرأة واختصر الحوار فى قضية "سى السيد" البالية وفى حين ناقش "مراتى مدير عام" البيروقرطية وأهتراء الجهاز الحكومى المصرىأشاد تيمور بحلاوة بلدنا وامنها المستتب وشوارعها الراقية ووزارائها المختاريين بعناية فى شكل لا يمت بصلة للواقع المصرى....
جاء أختيار" جميل راتب" المخضرم فى دور رئيس الوزراء موفقا فقد أعطى للمنصب ثقلا ووقار غطى الى حد كبير على "منى زكى"التى لا تتخيلها أبدا فى منصب مسئولة على هذا المستوى كأن مصر كلها قد خلت من الكفائات والقيادات...أيضا الموسيقى جائت موفقة للغاية لعمر خيرت المتمكن من ادواته جيدا خاصا عندما يكون العمل رومانسى .....
جائت نهاية الفيلم مغايرة تماما لفيلم"مراتى مدير عام "ففى حين أنصاع الزوج "صلاح ذو الفقار" لمتطلبات العصر راضيا أن يعمل تحت قيادة زوجته فى العمل لأنها الأكفاء وأيمانا منه بدور المرأة وضرورات التطور
أنصاعت" شفيقة" للمغوار" تيمور" وتركت الوزارةبعد أن انقذها من عملية خطف مسلح حتى لا يقوم زوجها رامبو الحراسات بحراسة زوجته كأن الداخلية على ما تعج به من الأدارات قد خلت من أدارة تليق بأمكانيات الزوج الخارقة وهكذا عاد بنا الفيلم الى القرن التاسع عشر رافضا دور المرأة ققيادية بشكل رجعى ضاربا عرض الحائط أنجازات ثورة يوليو التحررية التقدمية .

الاثنين، يوليو ١٦، ٢٠٠٧

أخلعوا الأقنعة ....دعوة الى مصر المتطرفة


من الأفضل مشاهدة العرض المسرحى عندما يعرض فى المهرجان القومى للمسرح الذى دخل عامه الثانى هذا العام ...وفى وجود لجنة التحكيم –والذى يضم هذه المرة الفنان السورى المخضرم الملتزم "دريد لحام"- حيث أن ألأداء يكون فى قمة أوجه ونضجه فالجميع يسعى للفوز .....
عرض "أخلعوا الأقنعة"من تأليف وأخراج "لينين الرملى "تدور أحداثه حول رجلا وزوجته يأتون من مدينة قناعستان المجاورة ليبيعوا الأقنعة فى المدينة ...ينتشر القناع كالنار فى الهشيم داخل الدولة ويصبح التقنع هو الصفة السائدة لأهل الدولة لتتحول الدولة الى مسخ يرتدى قناعا ولتهزم فى النهاية من الدولة العدو المجاورة بعد أن أعطاهم القناع أحساس زائف بالقوة لينتهى العرض بدعوة البطل "علاء الدين "لأهل المدينة بأن يخلعوا أقنعة الزيف والخداع.....
الرمز واضح للغاية داخل العمل فقناعستان هى دول الخليج المجاورة والقناع هو التطرف الدينى الشكلى الذى أنتشر فى المجتمع المصرى فى الثلاثة عقود الماضية وهنا أطلق لفظ قناع بشكل عام ولذا فالمشاهد لا يعلم هل القناع يعنى الحجاب أم النقاب أم اللحية أم الجلباب القصير وهذا ما ركز عليه "لينين"عن ماهية القناع وما يعبر عنه من مظهر دخيل شكلى لا يعبر عن الروح المصرية ...
الفكرة جريئة خصوصا وهى تأتى فى ظل ظاهرة "الدعاة الجدد"التى تملأ المجتمع, كل الممثلين فى العرض هم وجوه جديدة تقريبا وهذا ما أضاف الى العمل فى رأيى حيث أن مناقشة الفكرة الجريئة تتطلب وجه جديد لا يخضع لحسابات الرأى العام السائد والذى يخضع لهم الفنان فى كثير من الأحيان أرضاءا لمتطلبات الشهرة والنجومية....
أعتمد لينين الرملى على الأداء الحركى كعادته فالحركة موحية وتثير الضحك فى شكل خطوات حركية أشبه بالمتوالية الهندسية فحركة من هذا الممثل يعقبها حركة الممثل المقابل لتنتهى بضحك الجمهور بالتأكيد...
لا أعلم لما أحيانا شعرت بالأرتباك فى الأداء ولكنه لم يضر بمضمون العرض ورسالته...ما لفت نظرى أيضا هو ظهور بعض التلميحات الجنسية لتصل الى قمتها فى أحد المشاهد عندما يتخفى البطل فى صورة أمرأة ليزور حبيبته فى منزلها التى تزوجت بالخدعة بسبب القناع برجلا أخر وهنا يتحرش زوجها بعلاء الدين فى مشهد كوميدى للغاية وأن كان خارج الى حد ما...
بشكل عام العمل ممتع والكوميدييا راقية وتجربة جيدة لنيلين الرملى


مجتمع المدونين المصريين