الأربعاء، نوفمبر ٢٢، ٢٠٠٦

ذئاب تعوى................




الذئاب تعوى فى وضح النهار
تسير فى أرجاء مدينتى
بين أنقاض بيوتى المسحوقة
مختالاة
وهى ترتدى نفس البذات الكاكية المتهدلة الكئيبة
كالعادة ...السماء تموج بطائرات الذئاب
الشوارع تعج بمدرعات الذئاب
حتى الهواء يحمل صاغرا أنفاس الذئاب
أختفى أنا وأهلى كالجرذان
لم يعد يحمينا الا جدار مخبئ آثرى من عصر النكبة
ومع هذا فأخى لا يزال يصر أن يلحق بأبى الذى تاه فى
حرب النكسة
هاهو يرتدى درعه ...يقبض على مقبض سيفه بقوة
وأخيرا يتشح بروبه الأسود للمحاماة
مازال على رأيه أن لنا حقا عربيا تحمله الكلمات العاجية
الى أرجاء الدنيا
المتهور أخى يخرج للذئاب على مرئ الشاشات العربية
المذيعة تعلق : نرى شابا عربيا يقف وحيدا
نرى شابا عربيا يتكلم وعيدا
تعوى الذئاب تعوى فى وضح نهار بلدتى المسفوحة
وأخى تملأ كلماته النارية محافلنا الدولية
تعوى الذئاب تعوى أمام الكاميرات بكل فجاجة
وأخى يحمل بحماس أوراق قررات المؤسسة الكونية
تعوى .......تعوى .......تعوى غير عابئة بأخى
تزحف فى كل مكان فى وطنى
تعيد الأنتشار
تحكم الحصار
وأخى لا زال يدافع عن الحق الأبدى
.

الأحد، نوفمبر ١٢، ٢٠٠٦

صورة هيلارى على الدولار الأمريكى


فى أحد أفلام الحرباء الأمريكية "أيدى ميرفى "والذى تدور أحداثه فى نهاية الألفية الثالثة فى أطار من الخيال العلمى يعطى "أيدى ميرفى " للبطلة فى أحد المشاهد رزمة من الدولارات الأمريكية وعندما تقلب فيها البطلة سيظهر للمشاهد أن فى مكان الصورة المعتادة لرؤساء الولايات المتحدة القدامى المؤسسيين كأمثال " جورج واشنطن"وفرنكلين"و"جون آدامز"وضعت بشكل مثير للدهشة صورة "هيلارى كلينتون" كرئيس سابق للولايات المتحدة ....أسترعى ذلك المشهد أنتباهى وقتها والذى كان بمثابة أرهاصة فنية لما قد تحمله السياسة الأمريكية فى المستقبل .....
تذكرت هذا المشهد وأنا أتابع النتائج المثيرة والمتوقعة فى نفس الوقت للأنتخابات التجديد النصفى لمجلسى النواب والشيوخ الأمريكين خاصة بععد هذا الفوز الساحق للديموقراطيين وسيطرتهم لأول مرة منذ عقد كامل على الأغلبية فى هذين المجلسيين واللذان يديران عجلة السياسية لواشنطن - روما القرن الحادى والعشرين -كما يسميها البعض
فوز الديموقراطيين وعلى رأسهم هيلارى كان متوقعا الى درجة كبيرة خاصة فى هذا الوقت والتى كانت فيه الحرب على العراق وماتتعرض له الأدارة الجمهورية الحالية فيه من أنتكاسات العامل الأقوى وحجر الزاوية فى ذلك التحول الشعبى الأمريكي خاصا وقد جاءت الأنتخابات بعد شهر دامى للقوات الأمريكية فى العراق جاوز فيه عدد القتلى الأمريكين المائة وستين قتيلا بالأضافة الى ضجة عارمة داخل الدولة ومجتمعها المدنى حول جدوى الحرب وتبعاتها على أمن الولايات المتحدة......
التغير الذى يتوقعه البعض فى السياسة الأمريكية بعد هذه النتائج المثيرة قد يكون مبالغ فيه الى حد كبير خاصة ونحن نتحدث عن دولة مؤسساتية بحجم الولايات المتحدة وأن حدث تغير فأنه سيكون تكتيكى على الأرض وليس فى الأستراتيجيات ولا ينبغى أن ننسى أن قرار الحرب كان مصاحبا وقتها بتأيد كبير من الديموقراطيين مما يدعم الحفاظ على الأهداف الأستراتيجية
قد بدأ التغيير بأسرع مما هومتوقع بتقديم "رامسفيلد"وزير الدفاع كبش فداء لمجموعة المحافظيين الجدد والتى يرأسها الرئيس الأمريكي نفسه ,هذا الأجراء الأستباقى كان بمثابة رسالة بوش للديموقراطيين والشعب الأمريكى بأنه قد أستوعب الدرس جيدا وأن عهد"الديكتاتورية الرئاسية "قد أنتهى بأنضمام رامسفيلد الى ضحايا الحرب على العراق على حسب تعبير صحيفة"الديلى جراف"
طرحت أقالة رامسفيلد قضية أمكان محاكمته كمجرم حرب بواسطة العديد من المنظمات الحقوقية العالمية خاصا وما يدور حوله كأحد المسؤليين المباشريين أو حتى المنظريين لعمليات التعذيب والتىحدثت فى أبو غريب وجونتنامو ومازالت تحدث تحت دعاوى ما يعرف بمكافحة الأرهاب ...هل الأستقالة هى بمثابة بداية فترة ملاحقة قضائية للمسؤليين الأمريكين المتورطين فى أنتهاكات حقوق الأنسان ؟؟سؤال صعب ولكن من الممكن تنفيذ ذلك فى بعض الدول الأوربية كما حدث لشارون فى بلجيكا من قبل وأن باءت المحاولة بالفشل فهى ستكون فضح لجرائم تلك الدولة والتى يدعى قادتها بأنها حاملة شعلة الحرية والديموقراطية فى ظلام العالم الدامس.
أفرزت الأنتخابات أيضا فوز أول عضو كونجرس مسلم هو "كيث أليسون " الأفريقى الأصل وهل هذا بمثابة بداية ظهور للجالية الأسلامية فى هذا المجتمع الأنجلوسكسونى المحافظ فى حياته السياسية والتى طالما همشتهم من محيطها فيما يتعلق بصنع القرارت المصيرية والتى تؤثر سلبا على عالمهم الأسلامى والذى أن لم ينتموا اليه عرقيا كما فى حالة أليسون فهم ينتموا اليه عقائديا...
أخيرا جئنا الى السؤال الأخير هل رئيس الولايات المتحدة القادم ديموقراطى سؤال يطرح نفسه وبألحاح على الساحة خاصة وقد بقى على أنتخابات الرئاسة القادمة حوالى عامان ومازال تأثير الصدمة موجودا ....
ربما تكون هيلارى كلينتون هى المرشحة القادمة فهل ستتغلب على المرشح الجمهورى فى مجتمع محافظ كالمجتمع الأمريكى خاصة فى ولايته الجنوبية والوسطى والتى أعتقد أنها ستجد صعوبة تقبل أمرأة على دفة الربان لهذه السفينة التيتانيكية والتى لا تبحر الا وتصنع أمواجا تسونامية سياسية وأقتصادية تضرب دول العالم أجمع وتكون سلبية للبعض وأيجابية للبعض الأخر
ربما لا أحد يعلم فمن الممكن أن تتحقق نبوءة الفيلم فى النهاية وترسم صورة هيلارى على الدولار الأمريكيى فى يوم ما.

الجمعة، نوفمبر ١٠، ٢٠٠٦

فى بيت حانون ...أشلائنا بلا هوية


أتبحث عن أشلاء للبيع
من هنا سيدى
سواء كانت أشلاء طفل يلعب أو عجوز تصلى أو حتى مقاوم محاصر
لا يهم......ستجد طلبك صدقنى
من هنا فى هذه المدينة ...فى طرقاتها ...فى أنقاضها ...فى هواءها المملوء برائحة الموتى
من هنا ...ستجد كافة الأنواع
هاهى أمامك ملقاة فى الشوارع ...أترى هذا الجسد المقهور فى طريق النور
أترى هذا الجسد السلعة بعد أن أصبح عبرة
أيذكرك بأخوانه فى صبرا وشتيلا وقانا وجنين
أختر ماتشاء من أى صنف ,بأى كمية ولا تخشى السعر
أو تعبأ بطنين الشجب العربى الرنان أو أدانته الحنجورية فلن تزيد من السعر أو تنقص شيئا
فمازالت الأشلاء بنفس السعر ....
أرخص سعر
ببساطة ياسيدى
هى أشلاء بلا هوية.

الخميس، نوفمبر ٠٢، ٢٠٠٦

عيد ميلاد الجزيرة....كل عام والحقيقة بخير


عيد ميلاد الجزيرة ....كل عام والحقيقة بخير
أختلف معها الكثيرون ...نقضوها ...شجبوها ....أتهموها بالعمالة للجميع من أمريكان وأرهابيين ومع كل هذا فقد نجحت قناة الجزيرة التى تبث من الدوحة فى قطر فى أن تكون بمثابة كشاف ضوئى فى مسرح عالمى مظلم يسلط الضوء على كافة الأحداث بلا أى أعتبار للحساسيات السياسية وحسابات الدول بعضها البعض ظاهرة للمواطن العربى القابع فى غياهب النفاق السياسى والمعرفى بشكل جعله ولأول مرة يرى الأحداث كما هى دون مغالة ومبالغة أذاعات غربية موجهة أو تهويين أنظمة عربية متكلسة...
عيد ميلاد الجزيرة والذى يوافق الأول من نوفمبر من عام 1996م هو تاريخ فى أعتقادى مركزى فى تاريخ الصحافة العربية والعالمية فلأول مرة نجد قناة عربية تبث بأموال النفط القطرى الخليجى بكل هذا الهامش المرتفع من الحرية والموضوعية ...لقد أحدث ظهور القناة صدمة وعى للمواطن العربى وأصبح هذا الظهور بمثابة صداع مزمن للنظم العربية والغربيةو التى تريد أن تخفى الحقيقة وأيضا أضحى بثها أيضا معضلة للقنوات الفضائية الأخرى فهى لا تستطيع أن تجاريها فى مصداقيتها وهامش حريتها....
كشفت الجزيرة النقاب عن الكثير من الأحداث بتغطية كاملة موضوعية على درجة عالية من الحرفية من أنتفاضة الأقصى وأحداث سمبتمبر والعدوان الأمريكى الغربى على أفغانستان والعراق وأخيرا ماشاهدنا من نجاح ساحق للقناة فى نقل وقائع العدوان الأسرائيلى على لبنان فيما يعرف بالحرب السادسة ....الCNN وBBCوالكثير من القنوات الأخبارية العالمية أضطرت أن تنقل عنها تغطيات أعلامية مباشرة مثل الحرب الأمريكية على أفغناستان والتى أظهرت الوليد الأعلامى العربى بمظهر غير متوقع من الحرفية العالية بين أساطين الأعلام الغربى والعالمى....
دفعت الجزيرة الثمن غاليا مررا من أستشهاد" طارق أيوب" و"أطوار بهجت" وسجن" سامى الحاج" و"تيسير علونى" بالأضافة الى حرب سياسية ضاغطة من أغلاق مكاتب أما بالأمر المباشرمن الأنظمة أو بالقصف المباشر للمقرات والمكاتب ومع كل هذا فقد صمدت القناة وفريقها بل ضربوا بالضغوط عرض الحائط بأن أستمروا فى أداء رسالتهم الأعلامية المقدسة...
أخيرا تحية الى دولة قطر والتى صمدت الى جانب الجزيرة فبدونها لم تكن الجزيرة قد بقت على قيد الحياة الى الأن وأعتقد أن الجزيرة ردت الجميل بأن زادت من ثقل تلك الدولة الخليجية الصغيرة على الصعيد القومى والأسلامى والعالمى على السواء وأعتقد أن حرية التعبير كانت ولا تزال هى الوقود الأساسى لهذا المنبر الأعلامى والتى لوتوافرت الى باقى القنوات العربية الفضائية فسنجد العشرات من القنوات الأخبارية العربية والتى ستصبح مثل الجزيرة فى المستوى أو ربما تفوقت....

مجتمع المدونين المصريين