عندما أتابع أفلام الراحل " عاطف الطيب " -سواق الأتوبيس- و-الهروب- و-ضد الحكومة- و-الدنيا على جناح يمامة- وأيضا عندما أشاهد أفلام زملاءه "خيرى بشارة"- الطوق والأسورة- و-يوم حلو ويوم مر- وأفلام" دواود عبد السيد" -الكيت كات- أتحسر على مدى ما وصلت أليه السينما المصرية والتى تشهد الأن أزدهارا كاذبا متمثل فى قوافل من الأفلام الضخمة الأنتاج والمفرغة المضمون والأمريكية الشكل والنكهة ...سيل من الأفلام من أمثال السلم والتعبان وسهر الليالى وعن العشق والهوى و ملاكى أسكندرية وغيرها من الأفلام التى حققت نجاحا مبهرا على مستوى الأيرادات ولكنها فالحقيقة تخلو من الحديث عن أى مشكلة حقيقة تواجه المواطن المصرى المسحوق
القاسم المشترك فى هذه الظاهرة السينمائية هى الشكل الأمريكى الواضح مطاعم فاخرة سيارات فارهة ,فيلات , سجائر مستوردة ,خمور أشبه بالمياه المعدنية
أحقا هذه هى مصر المحروسة ؟؟؟أهى مصر التى تحدث عنها "عاطف الطيب" فى سواق الأتوبيس عندما شاهدنا جميعا الورشة "مصر"تباع ولا تجد من ينقذها الا من حاربوا فى أكتوبر بينما الأنفتاحيون يريدون أن يفتكو بها ويبيعوها بلا أى أعتبار
أهى مصر التى صور لنا صعيدها خيرى بشارة فى الطوق والأسورة بحرفية ووعى أوهى مصر التى تحدث" داود عبد السيد" عن أحيائها الشعبية العشوائية وأزمة مهمشيها فى الكيت كات
طبعا مايحدث هو خضوع تام للعولمة وليس بناء على طلب الجمهور فالأمركة هى النموذج المحبب الأن لمخرجيين سينما الشباب السينمائين الجدد والذين يتخذوا من طراز الحياة الأمريكية بها قبلة وبوصلة
لا أعلم هل لظهور هولاء الشبان من مؤلفين ومخرجيين وسط الأحياء الراقية وتعليمهم وسط جنبات الجامعة الأمريكية علاقة بما يصدر عنهم دون وعى من تأثر مستفز بالحياة الأمريكية الرأسمالية القميئة يبدو لى أن هذا هو التفسير الوحيد المنطقى
فغياب الوعى الواضح فى الأفلام يدل أن هؤلاء لا يعيشون فى مصر الجمهورية العربية الأسلامية والتى تمتلأبالقضاياوالمشاكل من ساسها الى رأسها
أين شباب معهد السينما وأين شباب معهد الفنون المسرحية الذين تتلمذوا على يد أجيال الفنانين القدامى من أمثال نور الشريف وسعد أردش وكرم مطاوع وغيرهم
هل هم مغيبين عن عمد لأن طعمهم لا يقبله هؤلاء السينمائين الجدد
هل هى سياسة عامة بأن يغيب الواعى ويلمع المغيب
منذ فترة شاهدت مسرحية- رجل القلعة- فى مسرح البالون ذهلت من مستوى أداء الفنانين وللعجب أن كلهم بأستثناء النجم" توفيق عبد الحميد" لا يظهروا على الشاشة لا الكبيرة ولا الصغيرة تقريبا حتى أنك لا تكاد تعرف أسمأهم وطبعا يطنطن الأعلام بأشباه الممثليين نجوم سينما الشباب والذين لا يجيدون الا نموذج أوحد هو الشاب أبن الحى الراقى
وطبعا لا تستطيع أن تتخيل أى من نجوم السنمائيين الجدد فى نموذج أخر كالفلاح مثلا كعبدلله محمود فى المواطن مصرى أو عامل المصنع كأحمد بدير فى العوامة 70
سؤال أخير هل من الممكن أن تتطور مصر والحياة بها لكى تماثل الحياة فى افلام هؤلاء الفنانين الجدد
ربما
؟؟؟
فى أحد برامج قناة النيل الثقافية سؤل محمد حفظى أحد مؤلفى السينمائيين الجدد هل لو تم دوبلاج فيلم السلم والثعبان الى أى لغة غير المصرية هل سيعلم المشاهد أن الفيلم مصرى وتدور أحداثه فى مصر
سؤال وجيه لم يستطع حفظى الرد عليه
والأجابة الصحيحة أن الفيلم تدور أحداثه فى أحد الولايات الأمريكية ربما كلورادو ربما ألينوى ولكن بالطبع ليست تلك هى مصر التى نعرفها